-A +A
عبير الفوزان
كثيرون يتكلمون عن الروح الرياضية، على الرغم من أن الرياضة روحها صلفة، وليست كما توحي به الجملة الدارجة عندما يقال «خل عندك روح رياضية».

الرياضة ــ أحيانا ــ روح شعبوية شبابية نزقة.. هي روح الشعوب، وروح الفوضى والنظام.. روح الهزيمة والانتصارات.. تختصر كثيرا من الدلالات المفرطة في التناهي.. هي ــ باختصارــ السلاح الشاهر ذو الحدين.


لم يستهن بها عبر الأزمنة منذ الركض خوفا في حلبة الكولوسيوم التي تتم فيها المواجهات بين البشر والحيوانات المفترسة، وحتى الركض خلف كرة فوق مسطحات خضراء.. الرياضة بكل أشكالها سفيرة النوايا إذا عزت الدبلوماسية.. وأحيانا الشرارة التي تشعل الغضب السياسي بين الأشقاء.

لذا، يجب أن تكون هذه السفيرة الملتهبة النوايا بمعزل عن التشوهات.. بمعزل عن الفساد والإرهاب؛ لأن فتيلها إذا أوقد حوّل «الروح الرياضية» إلى شذر مذر.

منذ الأزمة القطرية والتساؤلات تحيط باستضافة قطر لبطولة كأس العالم عام 2022م، الذي لم تدخر فيه وسعا صالحا كان أو طالحا لتفوز بهذه الاستضافة.. فهل ستخلع قطر عنها معطف الإرهاب قبل عام 22 لتكون أهلا للاستضافة، أم أن الدولة التي قاطعها جيرانها ستمضي في الغي والادعاءات. لم يذع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو سرا عندما تناقلت وكالات الأنباء السويسرية نقلا عنه أن هناك ست دول عربية تطالب (فيفا) بسحب تنظيم المونديال من قطر.. كما أن ما حدث هو أمر متوقع منذ بداية الأزمة التي نتج عنها أيضا فتح ملفات سرية وخفية حول الفوز بهذه الاستضافة التي بدت ــ وقتها ــ للكثيرين غير منطقية!

قطر دولة المتناقضات العجيبة، فهي بين دعم الميليشيات الإرهابية والثورات الجائرة، وبين استضافة أكبر تجمع عالمي للرياضة، وكأنها بذلك في صدد إعادة إحياء الحلبات الرومانية الدموية التي تجمع بين المتعة والقسوة.. فهل ستُجر الرياضة لوحل الإرهاب؟!

abeeralfowzan@hotmail.com