-A +A
حمود أبو طالب
كان من أهم الإستراتيجيات التي وضعها مخطط استهداف المملكة ضمن مشروع الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد المختبئ تحت لافتة الربيع العربي، التركيز على خلق شرخ في العلاقة بين المجتمع والدولة من خلال أساليب مختلفة تتوزع أدوارها على منفذين، أفراداً وجماعات، بعضها يتسم بالغموض الخبيث وبعضها ساذج حد الافتضاح السريع الذي ينم عن سوء اختيار لبعض الكوادر الموكل إليهم تنفيذ المهمة. كانت هذه الخطوة الأولى والمهمة الأصعب لأنهم يعرفون عمق العلاقة وصدقها وقوتها بين طرفي المعادلة.

لقد شهدنا خلال سيناريو الثورات العربية نوعاً من ضبابية الرؤية في البداية، ولكن بعد اتضاح الأمور شيئاً فشيئاً عندما بدأ تنظيم الإخوان الذي يمثل ورقة اللعب الرابحة والقوية لأصحاب مخطط الفوضى، عندما بدؤوا يعتلون سدة الحكم في تونس ثم مصر، تحرك الخونة الخارجيون وكوادرهم المحلية بشكل أسرع وبتكتيكات متتالية في اتجاهات مختلفة، متكئين على تزييف الحقائق وتوظيف بعض الأحداث أو القرارات أو الإجراءات لخلق الامتعاض، متوهمين أن ذلك سيقود إلى مرحلة لاحقة من تحريك الشارع وبداية التمرد على الدولة لنلحق بركب الدمار والدماء الذي تمنوه لنا.


ولو عدنا إلى سجل الأحداث منذ عام ٢٠١١ لرصدنا أكثر من محاولة لإشاعة الاضطراب، لكن الأبرز تمثل في النشاط المحموم لمندوبي مشروع الفوضى لدينا في وسائل التواصل لتكريس النموذج الإخواني في الحكم كمنقذ للشعوب وتشويه نموذج الدولة لدينا والغمز واللمز في قادتها ورموزها والنيل من الذين يقفون في صف الوطن ضد مشروعهم الخبيث. بيد أن كل أحلامهم تبخرت عندما وجدوا الشوارع خالية من أي فوضوي وتسير بشكل عادي في المواعيد التي ظنوا أنها ستكون مليئة بالمظاهرات، ومع الوقت واتضاح المشروع تحول الشعب إلى كتلة واحدة صلبة مع الوطن وقادته، يضرب أروع الأمثلة للوطنية والوفاء والإخلاص لاستقرار الوطن وأمنه، بينما الأحداث تفضح يوما بعد يوم الخونة اللئام المقيمين بين ظهرانينا ومحركيهم من الخارج.

لذلك ليس مستغربا عندما يقف الشعب صفا واحدا وصوتا واحدا ضد من يحاول تشويه التأريخ الناصع لرموزه، كما حدث عندما قامت حملة إخوانية خسيسة ضد الملك عبدالله رحمه الله بعد وفاته، وكذلك بعد التزييف الذي مارسه أحد الأذناب في قطر قبل يومين بحق رمز عربي إسلامي وطني هو الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بخصوص دوره التأريخي في تحرير الكويت. هكذا هو الشعب الأصيل وهكذا هم الخونة والأذناب.