-A +A
فهد بن سعد الحربي
صدق الإمام الشافعي عندما قال:

جزى الله الشدائد كل خير


وإن كانت تغصصني بريقي

وما شكري لها حمداً ولكن

عرفت بها عدوي من صديقي

مررت على هذه الأبيات مرات ومرات لم تستوقفني كثيراً وربما لم أتأمل حجم الحكمة في ثناياها.

ومع مرور الأيام وتوالي المواقف حلوها ومرها وتفاعل من حولي من أقارب وأصدقاء وغرباء تجاهها أدركت القيمة الحقيقية لأبيات الشافعي.

في مواقف الشدة تساقطت الأقنعة وعرفت معادن البشر حولي، لم أبالِ بالغرباء ولكن صدمتني بشاعة الأقرباء!

وقف معي البعيد! وصدّ عني القريب!

خذلني من كنت آمل منهم أن يكونوا أول المساندين حينها آمنت أن الحياة دروس وعبر وأن ثقتي وأملي بالله أولاً، ثم لمن يستحق وأن إيماني يفرض عليّ أن أكون فطناً يقظاً فيما تبقى لي من عمر.

عاهدت نفسي ألا أخذل أحداً طرق بابي وطلب عوني في رخاء أو شدة لأن الخذلان صفة خسيسة لا أقبلها لنفسي.

أخيراً أقول شكراً لأقدار الله التي كشفت لي ما كان خافياً وأزالت عن عينيّ الغشاوة.

وشكراً لكل من وقف بجانبي في شدتي وكربي وضعفي.

وأقول لكل من أدار ظهره لي لم أخسر شيئاً، فالسيئون لا وجود لهم في حياتي.