بدر عبدالعزيز
بدر عبدالعزيز
-A +A
بدر عبدالعزيز Badr.AlGhamdi.kfsh@hotmail.com
يشوب العلاقات الإنسانية بعض الشوائب طبقاً للاختلاف التكويني والثقافي ومستوى الإدراك وحتى المزاج العام، تستمر بعضها بالتصبّر وتنقطع أخرى بالبُعد. والعلاقات الزوجية جزء من هذه العلاقات، قد يشوبها اضطراب علائقي بين الأزواج وقد تنحرف عن مسارها الصحيح، لأسباب منطقية عدة، وغير منطقية تتراكم فيها الأخطاء، وتزداد الفجوة بالتراخي عن إصلاحها، حتى لا يبقى مجال لاستمرارها.

ولكن لهذا الجيل علّة مختلفة قد تكون هي الخيط الرفيع الذي يخنق العلاقة الزوجية ويحكم عليها بالانتهاء، إنه الصراع بين وعي المرأة المتزايد بحقوقها المكتسبة وبين الثقافة الذكورية المشوهة عند الرجل. إنها مرحلة انتقالية ستعاني منها النساء للانتقال من السجن الذكوري إلى فضاء المساواة، هذا الوعي أحدث صدمة لأولئك الذكور مثيري الشفقة لعدم مقدرتهم على التكيف مع مفاهيم المساواة الإنسانية، تحولت لاضطراب مسّ هويتهم الذاتية أصابهم بضيقٍ نفسي ظهر على شكل مماطلة في تأدية الواجبات المنوطة بهم تجاه زوجاتهم. وقد تمادى بعضهم برمي سوء سلوكه على تجاربه الطفولية وعقده النفسية وبيئته المحيطة بل وحتى العين والحسد!! وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.


على المرأة اذا استنفدت سُبُل الإصلاح أن تنتصر لنفسها وتستوفي حقها عن طريق القضاء، لا تخشى رهبة المجتمع ولا تخاف نظرته إليها، فالذكور المشوهون يهدمون الكثير من البيوت، والمجتمع الواعي يلاحظ ذلك ويراقبه. إن هروب النساء من المقابر البشرية أشبه بنضال في سبيل المساواة، ستجني الأجيال القادمة ثمرته. لا تكرهوا الفكر المشوّه بل اشفقوا عليه وانفضوا من حوله، واتركوا الشخصيات الانهزامية يتوكأ عليها الزمن ليهدمها أو يأمر القضاء باحتجازها للعلاج داخل المصحات، ولا تنسوا أن تجاهروا بقبح فعلهم خدمة منكم للإنسانية فالله لا يحب الجهر بالسوء إلا من ظُلِم، فهذا زمن عزّ فيه من يستحق الإحسان.