-A +A
مها الشهري
إكمالا لما قدمته إمارة مكة في تقديم سوق عكاظ وإحياء فعالياته طيلة الفترة الماضية؛ أخذت هيئة السياحة في الإعداد لعدة مشاريع تطويرية للسوق تتجاوز التنظيم إلى القيام على مشاريع أخرى، حتى تؤدي في المحصلة إلى أن يكون السوق وجهة ثقافية سياحية متكاملة، تشمل الأنشطة، والمتاحف، والعديد من المرافق الأخرى، لتكون مركزا للأعمال، وحتى تضاف كخيار ترفيهي للمنطقة، وذلك من منطلق استثمار التاريخ لهذه المنطقة وحماية تراثها من جهة، وتشكيل المستقبل من جهة أخرى.

هناك اتجاه فاعل في تنمية الفنون التشكيلية والأعمال الحرفية ذات الطابع الابتكاري، الأمر الذي يعتبر بمثابة الارتباط الفني والاقتصادي لهوية التراث، فهو من حيث القيمة يجمع بين شكل الهوية ويقدمه بالطابع العصري، وقد لمسنا في السوق الكثير من الجماليات التي تؤهله للتحول إلى أن يكون مناسبة تتجه إليها الأنظار من داخل الوطن وخارجه، بتعاون العمل بين هيئة السياحة وهيئة الترفيه وغيرهما من الجهات المعنية.


حتى يكون لسوق عكاظ أو غيره قيمة تنعكس على الوعي الاجتماعي؛ فلا بد من توجيه العمل العمراني بالدمج بين مفهوم التراث والثقافة المعاصرة وبطريقة تجعل كلا منهما مكملا للآخر، فالهوية تبنى من حيث تأتي الصناعة الثقافية للفرد، نظرا لارتباط الإنسان بتاريخه وتطلعه إلى مستقبله من خلالها، إضافة إلى وجوب الاهتمام بدور الإعلامي والمثقف الذي يفترض أن يعامل في استضافته بأفضل مما عومل به في هذا الموسم، بالإشارة إلى الشركة التي أوكلت لها هيئة السياحة بعض مهام التنظيم، على أمل أن يرتقي التنسيق والترتيب لزيارات المثقفين في المواسم القادمة بما يرتقي مع ما تقدمه الهيئة وتطمح إليه.