-A +A
عبدالله بن محمد آل الشيخ
كم نحنُ، نحتاج للحكم والوصايا منها نتعلّم ونُعلّم.. وممّا قرأت واستفدت منه رأيت إشْراك القارئ الكريم ما سمح به المجال: حيث قيل بأن ابناً طلب من والده أن يلخّص له خبرته وتجربته في الحياة فقال له: «هل تقدر على الاستماع ؟»، فقال له: «نعم».. فقال له: يا بنّي: إيّاك أن تتكلّم في النّاس، إلا بعد أن تتأكّد من صحّة المصدر، وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهوّر! وإيّاك والشائعة، لا تُصدّق كل ما يقال ولا نصف ما تُبْصر، وإذا ابتلاك الله بعدوّ قاومه بالإحسان إليه، فالإحسان أقْوى من العداوة، ادفع بالتي هي أحسـن وإذا أردت أن تكتشف صديقا سافر معه! ففي السفر ينكشف الإنسان ويذوب المظهر وينكشف المخْبر، ولماذا سُمّي السفر سفرا؟ إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يُسفر، وإذا هاجمك الناس وأنت على حق فافْرح! لأنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثّر ولا يُرمى إلا الشجر المثمر! نم باكرا يا بني فالبركة في الرّزق صباحا، وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن لأنك تسهر، وحينما يثق بك أحد، فإيّاك ثم إيّاك أن تغدر به، وسأذهب بك لعرين الأسد وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكا للغابة لأنه يزأر! ولكن لأنه عزيز النفس، لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعا يتضوّر، فلا تسرق جهد غيرك فتتجوّر! سأذهب بك للحرباء، حتى تُشاهد بنفسك حيلتها! فهي تلوّن جلدها بلون المكان، لتعلم أن في البشر مثلها نسخا تتكرر.

تعوّد يا بنّي أن تشْكر.. أشْكر الله فيكفي أنك مسلم ويكفي أنك تمشي وتسمع وتبصر، اشكر الله واشكر الناس؛ فالله يزيد الشّاكرين. والنّاس تحبّ الشّخص الذي عندما تبذل له يُقدّر! أعظم فضيلة في الحياة هي الصّدق واعلم أن الكذب وإن نجا هو أرْذل رذيلة.


يا بنّي.. وفّر لنفسك بديلا لأي شيء استعد لأي أمر، حتى لا تتوسل لنذل يذل ويحقر.

واسْتفد من كلّ الفُرص، لأنّ الفُرص الّتي تأتي الآن قد لا تتكرّر. ولا تتشكّى ولا تتذمّر! أُريدك متفائلا مقبلا على الحياة، اهْرب من اليائسين والمتشائمين، وإياك أن تجلس مع رجل يتطيّر! لا تتشمّت ولا تفْرح بمصيبة غيرك، وإيّاك أن تسْخر من شكل أحد، فالمرء لم يَخْلق نفْسه! ففي سخريّتك أنت لأنك في الحقيقة تسْخر من صنْع الّذي أبْدع وخلَق وصوّر..

وللعبرة والفائدة.. ثلاثة: ثلاثة لا تأخذهنّ حتى تسأل عنهنّ: العسل، والدين، والزوجة.

- وثلاثة لا ترْتاح حتى يُغادروك: الوسوسة والديْن ورفيق السّوء.

- وثلاثة إذا أبْطأن ذهبت فائدتهن: الوليمة والتعزية وصلاة المغرب.

- وثلاثة أجارك الله منهم: ابن الحرام، وقاطعْ الأرْحام، وآكل رزْق الأيتام.

- وثلاثة إياك وصحبتهم: الأحْمق، وقليل الهمّة، وقليل المروءة.

- وثلاثة لا تستمع إليهم: الكذّاب، والنمّام، وشاهد الزور.

- وثلاثة لا تصاحبْهم: الحسود، وصاحب العين، وغاضبْ الوالدين.

- وثلاثة لا تفُتْك آراءهم: المُحافظ على صلاته، والجواد الكريم، وراضي الوالدين..

خاتمة: عن الخصال الحميدة:

الصّبر محمود العواقبْ فعاله ** والعقْل أشْرف ما تحلّت به الحال

والصّمت به سعْد من ينالهْ ** والهذْر به شرّ وشُومْ وغرْبال!

abdullahalsheikh2011@yahoo.com