-A +A
أزال موقف مجلس الوزراء أمس، في شأن بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، عقب تسلمها الرد القطري على المطالب الـ 13، كل غموض أو لبس يتعلق بمآلات الأزمة الدبلوماسية الخليجية التي كررت السعودية وحلفاؤها، مرة تلو الأخرى، إحساسها بالألم وهي تتخذ إجراءات بذلك المستوى ضد دولة خليجية. فقد شدد المجلس على أن الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية، وعلى أن الإجراءات إنما تستهدف الحكومة القطرية، لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي، والأمن العربي والعالمي، وزعزعة الدول، والتدخل في شؤونها.

وهي في مجملها نقاط مهمة يمكن استنباطها من «المبادئ الـ 6» والتي تضمنها بيان الدول الأربع في القاهرة الأسبوع الماضي. والحقيقة أنها لبّ المطالب من الدوحة. فمن الواضح أن هناك أدلة على نشاط قطري هدام لتفتيت مجلس التعاون الخليجي. أي أن قطر تتظاهر بأنها عضو من أهل البيت الخليجي الكبير، وفي الوقت نفسه تعمل بالطريقة الإخوانية المعروفة لنخر ذلك البيت من الداخل، وإضعافه حتى ينهار. ولكن هل لدى قطر «مشروع» حقيقي؟ وما هدفه: تشعل الحريق في كل مكان وتنجو منه وحدها؟ أم أنه مشروع الإخوان المسلمين الذين يقوم فكرهم الهدام على إلغاء الحدود الجغرافية لإقامة دولة خلافة إسلامية. وما أشبه هذا التفكير بعقول متطرفي «داعش» و«القاعدة».. وفي الحالات الثلاث يلتقي هذا الثالوث الشيطاني في هدف تدمير السعودية أولاً والاستئثار بثرواتها ومواردها للانطلاق صوب بقية دول الخليج والعالم العربي.. إنه «ربيع المتطرفين» وليس «الربيع العربي»، وهو باعتباره جزءا من الربيع القطري وهم، وطفولة سياسية، وجنون لن تسمح لا السعودية ولا العالم بتحققه.