-A +A
هيلة المشوح
استكمالاً لمقالة الأسبوع الماضي سوف أكون أكثر حيادية وموضوعية، وأطرح بعض الأسئلة لنخرج بنتيجة منطقية عن زوار السفارات وزوار الدويلات:

من هم زوار السفارات؟


نحن نسمع بهم ولم نشاهدهم كـ«بيض الصعو».. بل إنه لم يستطع أي شخص ممن أثاروا هذه الحدوتة أن يعطينا اسماً واحداً لزوار السفارات أو حتى تلميحاً لسحنة أحدهم، وهل يتكلم ويلبس مثلنا أم أنه (شفيق يا راجل) وخلاص؟!

أليست السفارات في قلب العاصمة الرياض، أوليس رصدهم غاية في السهولة وبالتالي الإطاحة بهم متلبسين بجرمهم المشهود؟

أليس «الطب» على زائر السفارات (غرب الرياض) أسهل من اصطياد زائر الدويلات الذي يشد الرحال من بلد إلى آخر ومن مطار إلى مطار ومن فندق إلى فندق، ورغم ذلك تعج وسائل التواصل بصورهم متلبسين على موائد تميم ويا عالم من أيضاً، بل وصورهم يستلمون (المعلوم) بعد نهاية الزيارة إما شيكات أو حقائب منتفخة؟

أليسوا هم من أزعجونا بالدعاية للسياحة والعقارات في تركيا ومسلسلاتها وتيوسها الجبلية اللذيذة حتى بات الترويج لها باستخفاف والتفاف بدعوى «السياحة بالضوابط الحزبية.. عفواً الشرعية»!

المفارقة العجيبة يا سادة أن زوار الدويلات - الموثقة زياراتهم - هم من اخترع أكذوبة زوار السفارات نكاية وتشويهاً للكتاب والمثقفين والمفكرين.. كحال هذه الشريحة - شريحة المثقفين - في كل حقبة وكل مجتمع تتجاذبه تيارات الجهل من جهة والوعي من جهة أخرى!

أصدر أحدهم رواية هزيلة عن أكذوبة زوار السفارات بغية ترسيخ أن «المثقفين» لا يملكون مشروعاً ثقافياً حقيقياً، وإنما هم دعاة للتغريب تسيرهم دول غربية بواسطة سفاراتها.. ولا تملك بعد أن تقرأ تلك الرواية سوى أن تقبل ظهر يدك وتقول (الحمد لله والشكر) فهي أقرب إلى تصفية الحسابات منها إلى الرواية، حيث كتبت بأسلوب تعبئة البسطاء بالوهم وتطويع اللاوعي لتقبل الفانتازيا كحقيقة، واجترار جمل واقتباسات لمثقفين أخرجت من سياقاتها لتخدم هدف الرواية المبطن، فتم حشوها بكم من الهرطقات التي لا تحمل أي معيار أخلاقي غير صناعة الكذب، مستخدماً الترميز لترسيخ بعض الجمل بطريقة وعظية سامجة، كما استشهد بجمل قالتها إحدى المغمورات الموتورات المثيرة للسخرية، وقدمها ناشط إسلاموي مثير للجدل يقبع الآن في السجن واستهلها بجملة (أنا متأكد من أن العمل سيربك الخطة تماماً) فهل لمستم - بعد سبع سنوات من نشرها - أي خطة وأي إرباك؟

شخصياً لم أشهد ولم ألمس ذلك، وإن لاحظ أحد منكم إرباكاً فليخبرني «لأرتبك» وأنفذ بجلدي!