-A +A
أنس اليوسف (جدة) 20_anas@
في تمام الثامنة من صباح أمس بزغت شمس المفارقات بكامل إشعاعاتها، بين ابن طعن أمه حتى الموت، في جازان، وآخر تبرع بكليته لإنقاذ أبيه في الدمام، في مشهد متناقض، يحمل أوجه البر والعقوق معا.

ولا تزال أخبار قتل الوالدين أو الاعتداء عليهما، تشكل صدمة للمجتمع، إذ لم تعد آيات البر بالوالدين والإحسان إليهما تجد طريقها لنفوس قلة من الشباب، بعد تزايد حالات العقوق، إذ تكشف آخر الأرقام حول جرائم عقوق الوالدين رصد 7679 جريمة، خلال عامي 1435 و1436هـ، ترتبط غالبيتها بإدمان الأبناء على المخدرات. ووحدهما الأبوان، دونهما عبارات الوصف وكلمات الثناء، لا يرادفها في قواميس الحب ومعاجم اللغة ما يوازي قيمتهما ومكانتهما وعاطفتهما، فيكفي أن نقول «الأم» لاختزال أسمى معاني اللغة وأقدس العبارات، و«الأب» للتعبير عن معاني الوفاء والتضحية، مجسدين بذلك تضحيات جسيمة ستبقى خالدة في ذاكرة الأبناء. وعلى النقيض، تظهر على السطح أخبار عن جرائم عقوق بين الفينة والأخرى، ومع ذلك يبرهن شبابنا بأن رضا الأب والأم لا تراجع عنه، وخير دليل على ذلك ما يسطرون من عبارات ثناء للأمهات في يوم الأم، والتقدير للآباء في كل يوم، وبالرغم من أن بعض الآباء يصفون أفعالهم باعتبارها «عطاء دون انتظار مقابل» ومع ذلك لم يخفوا أمانيهم بأن يقدر أبناؤهم العطاء الذي يقدمونه لهم، فالتضحيات ليست بالمال فقط، بل تمتد إلى صحة الشخص ووقته، وفي بعض الحالات مستقبلا.