-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
كما كان متوقعا جاء رد قطر سلبيا على مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (المملكة والإمارات والبحرين ومصر) وجاء موقف الرباعية واضحا وقويا ومفتوحا على احتمالات ضغط أبعد وأوسع في الوقت المناسب، تجاه تعنت الدوحة في الاتجاه الخاطئ المعادي لمصلحة شعبها وللأمن الخليجي والعربي.

بيان الدول الأربع يعكس حكمة وتماسك وقدرة، والأخذ بزمام القرار في قادم الأيام. وكان متوقعا بالفعل أن يتمادى النظام القطري في غيه، ليس فقط من واقع تصريحات قياداتها ولا زيف أبواقها، إنما من حيث سرعة توجهها نحو إيران فور إعلان الدول الأربع مطالبها الثلاثة عشر، ولا تزال المجموعة العربية تترك الباب مواربا لعل قطر تصوب تورطاتها الخبيثة في دعمها للإرهاب والتآمر مع دول إقليمية في شؤون دول شقيقة في الجسد الخليجي والعربي، والواقع يوثق أدلة لا حصر لها ولن يرحمها التاريخ.


جرائم قطر أكبر وأصعب من التهاون فيها، ومن أن تعود الثقة على سابق عهدها،بعد كل هذا الإصرار على التحالف مع المتربصين بالأمة والمحاربين لها من إرهاب وتآمر وتفتيت، ناهيك عن مخالفة المواثيق الخليجية والعربية والدولية، والطعن الخفي في جهد وتضحيات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

لذا من العجب أن تطلب قيادات قطر وأبواقها وأزلامها الدليل على تورطها في دعم الإرهاب، كمن ينكر سطوع الشمس وحرارتها وهي تحرق رأسه وتلهب عينيه، وهكذا جرائم قطر على مدى سنوات طويلة في حق المملكة والإمارات والبحرين والمحيط العربي في خاصرة المملكة باليمن وامتدادا إلى مصر وليبيا.

قطر تجاوزت معاني الاستنكار وكل علامات الاستفهام والتعجب، لذا ليس من العجيب أن يتجه قادتها وقرارها واختيارها إلى إيران وعلاقات مشبوهة بإسرائيل، وتمدها إيران بعناصر من الحرس الثوري، لأنها باختصار في شراكة حقيقية بشعار آيديولوجي يتوافق منذ عقود مع المشروعين الفارسي والصهيوني على السواء، لتفتيت الجسد الخليجي وتدمير مفهوم الدولة العربية.

ليس جديدا أن قطر دفعت بكل إمكاناتها لدعم الفوضى الهدامة في الوطن العربي بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية السابقة، وعملت سرا لتقويض استقرار المملكة والإمارات وإشعال الفتن في البحرين، واحتضنت جماعات الإرهاب من رؤوس الإخوان ومشتقاتها وتنظيمات وجماعات إرهابية وتمويل أجندة التدمير للأخضر واليابس والبشر والحجر.

السياسة القطرية تحولت إلى جحر للأفاعي وإن آوتهم في فنادق خمس نجوم وتحت حمايتها، وإصرارها على أن تكون مركزا لرؤوس الذئاب البشرية للإرهاب باسم التيار الإسلامي، والإسلام والأديان والإنسانية منها براء، وأنفقت المليارات على مرتزقة القتل في كل مكان، حتى نال الإرهاب من غرب العالم وشرقه على السواء، واليوم تتعرض الأمة لأخطر محنة وأزمة في تاريخها بسبب السلوك الشيطاني القطري، وتدفع الجاليات المسلمة في العالم ثمنا باهظا بسبب تصاعد التطرف المعادي للإسلام والمسلمين جراء السياسة القطرية المريضة بدور أكبر منها عبر ربيباتها من جماعات الإرهاب والخداع والتآمر.

بيان وزراء الخارجية أعطى موقف الدول الشقيقة الأربع أبعادا مهمة لتحركها القادم،ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات واضحة في التصدي للإرهاب والدول الممولة له ومعاقبتها على جرائمها المساوية لجرم الإرهاب.

من المؤلم حقا أن يأتي الجرح الخليجي والعربي العميق من الجحر القطري، وليس أمام الدول الأربع إلا استمرار موقفها الصلب التدريجي، حتى ترجع قطر إلى رشدها أو ردع شرورها بحق أمتها التي يصعب أن تُلدغ مرتين.