-A +A
صالح الفهيد
في نادي النصر لا شيء يبهج، بل إن خيبة أمل كبيرة تجتاح جماهير النادي بعد التعثر الواضح في أداء الإدارة منذ بدء الاستعدادات للموسم الجديد وحتى الآن؛ إذ تكشفت التحركات الإدارية الثقيلة والبطيئة وشبه «المشلولة» عن مشكلة مالية حقيقية تعاني منها إدارة النادي منذ الموسم الماضي.

وبدا واضحا أن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي عاجز بالفعل عن حلحلة الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها إدارته، وأنه لم يستطع تأمين مصادر دخل ودعم جديدة للنادي، ورغم أن إعلاميين مقربين من إدارته تحدثوا عن رصد رئيس النادي نحو 50 مليونا مقدمة منه شخصيا هذا عدا الإيرادات المستحقة للنادي، إلا أن الأيام مضت سريعا دون أن يظهر شيء من هذه الملايين؛ وهذا ما جعل بعض الجماهير تتساءل بمرارة «وين الملايين؟» وتضع الشكوك حول حقيقة ما وعد به رئيس النادي، وهل كان مجرد تهيئة لهذه الجماهير لتقبل فكرة استمرار الرئيس وتراجعه عن الاستقالة!


ومما يزيد الوضع في نادي النصر قتامة وغموضا هو أن لاعبي الفريق الكروي أكملوا 11 شهرا دون أن يحصلوا على رواتبهم، وهذا مؤشر خطير على حجم الأزمة المالية التي تلقي بظلال قاتمة على مستقبل الفريق في الموسم الجديد، هذا عدا القضايا المنظورة محليا ودوليا ووصلت فيها المطالبات رقما مخيفا جدا.

الحقيقة أن ما يحدث في نادي النصر محزن ومؤلم جدا، ومن الواضح أن الأمير فيصل بن تركي أخطأ في الحسابات، وهو ظن واهما أن بمقدوره السير بالنادي دون دعم أعضاء الشرف، والاعتماد بشكل أساسي على حقوق النادي وإيراداته من جهات مختلفة، وهذا بلا شك خطأ فادح.

فالأزمة المالية أحد أهم أسبابها هو ابتعاد أعضاء الشرف عن النادي ومقاطعتهم للأمير فيصل بن تركي وقطع الدعم عنه، إثر خلافات يرى البعض أن الأمير فيصل هو السبب فيها، لكنه بدلا من أن يبذل الجهد الكافي لاستعادة داعميه ومصالحتهم وتقريبهم من حوله، راح يعمق شرخ الخلافات معهم سواء في تصريحاته الإعلامية التي أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها استفزازية تجاه رجال خدموا النصر كثيرا ووقفوا مع فيصل بن تركي وقفات كريمة، لكنه ضرب بهذا عرض الحائط، ولم يراعهم في تعليقاته، والسخرية منهم عندما طالبهم في حوار تلفزيوني أن «يقطوا ويستلموا النادي»!

هذا فضلا عن أنه وقف متفرجا وهو يرى الإعلاميين المحسوبين عليه والمقربين منه وهم يهاجمون ويخونون ويكيلون التهم الظالمة لرجال النادي المبتعدين، وبطريقة أعطت انطباعا أن هذه الاتهامات والتهجمات إنما تحدث بإيعاز من فيصل بن تركي، أو على الأقل برضا منه؛ لأنه يستطيع منعهم ووقفهم لو أراد!

وإذا يقال: ليس عيبا أن تخطئ، وإنما العيب أن لا تستفيد ولا تتعلم من أخطائك، وأن تكررها بعد أن جربتها وعرفت نتيجتها، فإن إدارة النصر راحت تكرر الكثير من أخطائها السابقة، في علاقتها مع الداعمين، وفي أدائها الإعلامي، وفي تقريبها لإعلاميين لا يحظون بأي احترام أو مصداقية لدى جمهور النصر، وهو الأمر الذي عمق بالنتيجة من فقدان ثقة هذا الجمهور بها.

الخلاصة هي أن نادي النصر يمر بظروف صعبة، وأن موقف إدارة النصر ورئيسه أصعب، وأتوقع أن لا يستطيع فيصل بن تركي أن يستمر في قيادة دفة النادي، وسيواجه غضبا نصراويا عارما مع أول تعثر للفريق في الدوري.