-A +A
عبدالعزيز النهاري
صحفنا الورقية والإلكترونية تحفل ضمن ما تنشره يوميا بمقالات مئات الكتاب الذين تحمل أعمدتهم موضوعات متنوعة، إذا ما استثنينا الغث منها والتي تعتبر عبئا ثقيلا على تلك الصحف وهدرا للورق والحبر والمساحات المتاحة على الشبكة العنكبوتية، لأنها وببساطة شديدة ليست أكثر من حشو لكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع، لو استثنينا تلك المقالات «الهشة»، فإننا سنجد أن هناك مقالات تعكس هموم المواطن وملاحظاته وأمنياته واقتراحاته حول العديد من الممارسات والأحداث التي يعيشها مجتمعه ووطنه، بالإضافة إلى النقد والتناول الرصين المطلوب لبعض المشروعات والأنظمة واللوائح والتعليمات التي تصدرها مرافق الدولة ومؤسسات القطاع الخاص ذات العلاقة بالحياة اليومية للناس، تلك المقالات جهد فكري ومعاناة يومية وأسبوعية يعيشها الكاتب ويتمنى أن يكون لها صدى أو ردة فعل ممن تُوجه إليه، أو تُكتب من أجل الرد من الجهة المعنية، سواء كانت إدارة أو وزارة أو مسؤولا له علاقة مباشرة بموضوع المقال، وذلك بإيضاح الحقيقة، أو نفي المعلومة التي تحدثت عنها كلمات الكاتب أو تصحيحها، وبعض المقالات حقيقة تحتوي على نقاش علمي ومنطقي اجتهد الكاتب في طرحه، وبعضها يضم أفكارا خلاقة وجديدة ومهمة، كتبها متخصصون أو متمرسون في الشأن الاقتصادي أو الاجتماعي أو التربوي من أجل تطوير الأداء، وتحسين العمل، وتحقيق الإنجاز الذي ينشده الوطن والمواطن على حد سواء. هذا الجهد الذي يبذله الكتاب الجادون، وهم في نظري جزء مكمل وضروري في منظومة التخطيط والتطوير لكل مجالات الحياة التي تشترك فيها الدولة ممثلة في وزاراتها وهيئاتها ومؤسساتها والقطاع الخاص بمجموعاته وشركاته، ولأنهم كذلك فإني أتوقع ولا أزعم بأن كل المكونات داخل الوطن وبدون استثناء تأخذ ما يُكتب على محمل الجد، وتصنفه كمشاركة وطنية شعبية في العديد من الخطط التنموية لكافة المجالات، وتعتبره مساهمة فاعلة في الدراسات والتوجهات المعنية بالأداء وتطويره، فهل هذا الواقع؟ وهل هذا هو ما تفعله كل الجهات الحكومية والخاصة؟ أم أن حال كوكبة الكتاب الجادين، كمن «يؤذن في مالطا» أو كمن «ينفخ في قربة مخروقة»، أي كما نقول في عاميتنا «ما عندك أحد». أتمنى أن لا يكون هذا هو الواقع، على الأقل احتراما لجهد المخلصين.