-A +A
هاني الظاهري
Hani_Dh@

أمس الأول فجّر المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي «أحمد المسماري» قنبلة إعلامية من العيار الثقيل برفعه السّرية عن معلومات خطيرة تتعلق بملف دعم قطر للإرهاب في ليبيا؛ إذ أوضح أن هناك صلة قرابة عائلية (مصاهرة) بين أمير قطر «تميم بن حمد» واثنين من أخطر العناصر الإرهابية الليبية هما المدعو «علي الصلابي» الذي يعد المنظّر الأول لتنظيم القاعدة في ليبيا، وشقيقه «إسماعيل»، وقد تم وضعهما على قوائم الإرهابيين في كل من السعودية وليبيا والإمارات ومصر والبحرين.


هذه المعلومة تكشف أن الاختراق الإرهابي لقطر ليس على مستوى مؤسسات الدولة فقط، بل يمتد إلى بيت الحكم ورأس النظام الحاكم، وهي تفسر بذلك أسباب الاستماتة القطرية في تدمير ليبيا عبر دعم الفوضى داخلها وتمويل جميع الجماعات الإرهابية التي تعمل منذ سنوات للاستيلاء بشكل كامل على الدولة الليبية.

ما كشفه المسماري قد يكون حديثاً مفاجئاً لوسائل الإعلام لكن كثيراً من دوائر الاستخبارات الدولية لديها علم مسبق به، ولولا التحرك الخليجي لمقاطعة قطر بهدف مكافحة الإرهاب لظل في طي الكتمان لأهداف سياسية بحتة، فإدارة أوباما ـ التي كانت شريكا لقطر في دعم الإسلامويين داخل ليبيا ـ وقعت في أزمة خطيرة على المستوى الداخلي عقب حادثة الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي ومقتل 4 دبلوماسيين أمريكيين عام 2012م، وهي الحادثة التي أعلنت هيلاري كلينتون تحت ضغوطات شعبية وسياسية من منافسيها مسؤوليتها عنها عند خوضها السباق الرئاسي عام 2016م.

حاليا يبدو أنه حان الوقت لإعادة فتح ملف الهجوم الإرهابي على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وإعادة التحقيق بشأنها بالتعاون مع الجيش الليبي الذي تم تحييده سابقا؛ إذ ما زال حتى اليوم يمتلك كل المفاتيح للكشف عن الدور القطري في تمويل منفذي هذه الحادثة، وهو دور غامض ربما فضلت الإدارة الأمريكية السابقة التغاضي عنه تجنبا للمحاسبة الشعبية نظرا لتورطها في شراكة عميقة مع القطريين داخل المسرح الليبي منذ اندلاع الفوضى التي سميت «الربيع العربي»، ولعل ما يؤيد ضلوع قطر في هذه الحادثة هو محاولاتها المستميتة والمتكررة لضرب الجيش الليبي، حتى وصلت إلى تدبير محاولة اغتيال لقائده المشير خليفة حفتر بحسب تصريحات سابقة للمتحدث باسم الجيش أدلى بها في مؤتمر صحفي مطلع الشهر الماضي، وأشار من خلالها بكل وضوح إلى أن عناصر من الاستخبارات القطرية أدخلت مليارات الدولارات إلى ليبيا، وأن بنغازي كانت مسرحا للدوحة بعدما سلّمت الأسلحة لميليشيات متطرفة، مؤكدا أن أغلب عمليات التصفية التي شهدتها مدينة بنغازي كانت من تدبير المخابرات القطرية، يقودها عقيد متواجد بالأراضي التونسية وآخر تم استقدامه من الجزائر.

c@news-sa.com