-A +A
محمد آل سلطان
عند صدور هذا المقال يتبقى لقطر يوم واحد فقط على مهلة العشرة أيام التي منحتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر لتنفيذ شروط المصالحة دون قيد أو شرط أو تسويف..! حقيقة أتمنى ولا أتوقع أن يفاجئني النظام القطري ويغلب مصلحة شعبه وبلاده عن قناعة لا على سبيل المراوغة وشراء الوقت، وأن يدرك أنه قطرة في بحر السياسة السعودية المتلاطم والعميق وأن هذه المرحلة هي مرحلة اصطفاف وفرز للمواقف وتمحيص لها !

«الرياض» وأخواتها في أبوظبي والمنامة والقاهرة جادون هذه المرة في قطع دابر الفتنة وألاعيب الصغار ما ظهر منها وما خفي كان أعظم! وسيدهش كشفه كل الأوساط السياسية والإعلامية.. قطر التي جربت صبر «الرياض» واستعذبته، عليها أن تدرك أن «سخط» الرياض وإن طال صبرها سيكون أشد وطأة من أن تتحمله الإمارة الصغيرة! وكل من حولها من المرتزقة وتجار الشنطة سيهربون مع أول موجة صاخبة.. لن ينفع قطر إنكارها ولا الظهور بدور «المظلومية» الذي اكتسبته من حليفتها المارقة «إيران»، عليها أن تعود نفسها على الواقع الحقيقي لإمكانياتها بعد أن عاشت عقدين من الزمان في عالم افتراضي بناه الموهومون بسقوط السعودية تحت جناح الفوضى..


يوم واحد فقط وتطوي الرياض مرحلة صبر أيوب ! فقد ملّ السعوديون من الوعود وإعطاء الفرص تلو الأخرى لمن لا يستحق أن ينال فرصة واحدة جراء تآمره على الخليج وأهله والوطن العربي برمته، إن إرهاصات هذه المرحلة وآثارها تنبئ عن عاصفة لن يقبل فيها التحالف العربي إلا بحساب عسير يجمع فيها السابق باللاحق، ولربما نرى فيها تصفية لرؤوس تقدم لمحكمة الجنايات الدولية! جزاء وفاقاً على التآمر الذي حاكه النظام القطري بطريقة خبيثة ومكشوفة زايد فيها على كل شيء حتى على أهله وأرضه وكرامته وسيادته. الخطأ القاتل الذي لا نريد أن تقع فيه قطر هو ألا ينقضي آخر يوم صبر عند السعودية وأخواتها دون أن تتشبث بفرصتها التاريخية وترعوي لعوامل اللغة والتاريخ والجغرافيا وتترك عجمة لسانها وتنطق العربية المبينة، فما أفلح عرب ساداتهم عجم !

فإن لم تستطيعوا إدراك ذلك أو تقديره فلا أقل من أن تسألوا صديقكم الحوثي أو المخلوع صالح أو حتى حليفتكم إيران أو جماعة المرتزقة الإخوان ! كيف تتحول السعودية إلى سياسة العاصفة التي لا تبقي ولا تذر عندما ينفد رصيدها من صبر أيوب وتشعر أن أمنها الداخلي والإقليمي في خطر.