-A +A
هيلة المشوح
المكارثية (McCarthyism) لا علاقة لها بالكوارث، فهي مصطلح استخدم للدلالة على سلوك قام به السيناتور «جوزيف مكارثي» العضو بمجلس الشيوخ الأمريكي عندما اتهم عددا من موظفي وزارة الخارجية بالشيوعية وأنهم عملاء، يعملون لصالح الاتحاد السوفيتي، وقد تسبب اتهامه هذا بحبسهم، وتبين فيما بعد أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة، وأصدر المجلس في عام 1954 قرارا بتوجيه اللوم له، ويستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجه ضد المثقفين بشكل عام وليس كما يحاول البعض أن يلبسه عليهم هذه الأيام.

مع بداية أزمتنا مع قطر برزت بعض الأقلام والحسابات تدافع عنها - أي قطر- وتراهن على براءتها وتشيطن إعلامنا الذي نقل الأخبار كما هي منذ اندلاع الأزمة وبعد تصريحات تميم حتى يومنا هذا، وذلك حين انبرت الأقلام الوطنية في إعلامنا دفاعاً عن مواقف المملكة وصبرها إزاء ممارسات الجارة قطر ضدنا وضد جيرانها، فأخذت تلك الأقلام والحسابات المدفوعة في الغالب على عاتقها تلميع صورة قطر وحكامها وشيطنة إعلامنا من أجل تهميش الأزمة وترسيخ صورة وردية عن العلاقات وتهوين ممارسات الجارة أو كما وصفوها بالادعاءات، أما وقد اتضحت الصورة بجلاء وانكشف المستور فقد جنح هؤلاء من مرتزقة أو من استمرأوا الجحود وعقوق الوطن من الحزبيين، جنحوا إلى لطمية «المكارثية» التي فصلوها وألبسوها إعلامنا ومثقفينا بطريقة سامجة وحاولوا تمريرها في حساباتهم ومقالاتهم.. كعادتهم في تشويه الواقع حين تتجلى الحقائق، فثقافة الاعتذار والتراجع غير واردة في قواميسهم، وكيف يتراجعون وأغلبهم يخدمون أجندات قطر كأدوات قذرة وبيادق شر زرعت بيننا!


هؤلاء يا سادة هم من أشغلونا بحملة «فكوا العاني» في السابق، و«العاني» هم مجموعة إرهابيين ومارقين وأصحاب توجهات مضادة للدولة واستقرار الوطن، وهم من دعموا داعش والنصرة وقبلهما القاعدة وهم من هاجموا الوطنيين الذين نبهوا لخطر كل هذه التنظيمات وشنوا الحملات عليهم في مواقع التواصل واتهموهم بزوار السفارات وعبيد السلطة والمطبلين وألصقوا بهم كل تهمة، ولم يتورعوا عن قذف الكاتبات والمثقفات وتكفير المفكرين والمبدعين والتشكيك في عقائد المخالفين لهم فكراً أو توجهاً.. إنهم فجار الخصومة وفجار الذمم.. فعن أي مكارثية يتحدثون؟!