-A +A
عزيزة المانع
من الواضح أن داعمي الإرهاب ورعاته بلغوا مرحلة اليأس من تحقيق أهدافهم الشريرة، فصاروا يتخبطون بلا وعي ولا فكر. فبعد أن فقدوا الأمل في بلوغ غاياتهم اتجهوا إلى استهداف الأماكن المقدسة في الشهر الحرام.

في رمضان الماضي حاولوا استهداف الحرم النبوي الشريف وها هم هذا العام يستهدفون بيت الله الحرام في شهر رمضان المبارك.


جاءوا ينوون الشر والبغي لزوار البيت العتيق، ولولا رحمة الله ثم يقظة الأمن لربما وقعت كارثة في الحرم وذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم.

من يجرؤ على استهداف الحرم؟ إنه لا يفعل ذلك سوى مجنون لا عقل له ولا دين ولا قيم ولا ضمير، لا شيء البتة سوى البلادة والغباء، يقودها المحرضون والممولون من ذوي الحقد الأسود والعداء المكين.

إن استهداف الأماكن المقدسة والأزمنة المحرمة وترويع آمين البيت الحرام، جرائم لا يمكن أن يقدم عليها من لديه ذرة من العقل والفهم للدين، فانتهاك حرمة المكان وحرمة الزمان لترويع المعتمرين والطائفين والعاكفين والركع السجود، هي من الظلم والبغي الذي لا يرضاه الله سبحانه، وقد أنذر من يفعل ذلك بعذاب أليم، «إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد، ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم».

إن الله سبحانه أراد لبيته أن يكون أمنا وسلاما على عباده: «يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا»، «وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا»، «من دخله كان آمنا».

لكن هؤلاء الظالمين الذين استأجرهم البغاة لتنفيذ خططهم، بلغ بهم الجهل والغباء أنهم لا يدركون أنهم يحاربون الله ويعصون أمره ويسعون إلى خراب بيته وترويع عباده.

والله سبحانه بالغ أمره، حافظ لبيته، فليموتوا بغيظهم أولئك الذين يمولون الإرهاب ويوظفون المجرمين لتنفيذ جرائمهم.

حفظ الله بلادنا من شر الأشرار، وأدام علينا نعمة الأمن والسلام، وهدى الله شباب المسلمين الضالين في كل مكان وردهم إليه ردا جميلا، ليكونوا صورة ناصعة البياض للإسلام لا صورة سوداء كالحة.