-A +A
هيلة المشوح
hailahabdulah20@

في «الأزمات» لا مكان للمواقف الرمادية ولا لجميع درجاته التي تعود في النهاية للأسود، فالموقف إما أبيض أو أسود ،ناهيك عن أزمة وطن ورماديين يدّعون الحياد، ولكن الحياد مع من يا ترى؟!


في أزمتنا الحالية مع قطر والتداعيات التي انطلقت شرارتها قبل أيام، بدأنا نلحظ الدفاع المستميت عن قطر وحكامها من بعض السعوديين، وهذا ليس بمستغرب في الأحوال العادية فقد ألفنا هذا «الاعوجاج» ولكن المستغرب والمثير للاشمئزاز أنهم انبروا للدفاع عنها في الوقت الذي تشتد فيه الأزمة بيننا وبين قطر ويتعاظم الخلاف إلى قطع العلاقات وإغلاق الحدود!

ألفنا الرمادية وضبابية المواقف ولكننا في الحقيقة لم ولن نلزم الصمت أمام من آثر الاصطفاف مع من يسعى لإسقاط دولتنا، فكل يوم يحمل لنا صدمة جديدة ومؤامرة في أطوار مختلفة من الدولة التي ينافح عنها هؤلاء المرتزقة، نعم مرتزقة القلم والمواقف ممن جُندوا للطعن في خاصرة الوطن وممن كونت منهم قطر بيادق لها لصنع قاعدة شعبية لحكامها داخل لُحمتنا وفي عمقنا الاجتماعي وتحريك الرأي العام ضد حكامنا، وممن جندوا حساباتهم في مواقع التواصل بالدفاع المحموم حتى جاءت اللحظة الحاسمة بقطع العلاقات، وهو الوقت الذي طفح فيه الكيل كما قال وزير الخارجية عادل الجبير، هنا خيم الصمت على حساباتهم إلا من بعض الأدعية والاستغفار والنصائح أو الآراء المقتضبة التي لا تخرج منها لا بالأبيض ولا الأسود بل الرمادي القبيح!

المنتفعون من «الريال القذر» ممن تعطلت مصالحهم في قطر سواء كانت كتابات بأسعار فلكية أو حقائب منتفخة أو حتى لاعقي فتات موائد تميم، هؤلاء يعيشون هذه الأيام أسوأ حالاتهم في بيات لا يؤمن جانبه حتى ولو نافقوا فالحذر الحذر!

من يبيع مواقفه مقابل حفنة ريالات هو خائن يستحق مقصلة الفضح والتشهير فهؤلاء معاول هدم الأوطان والجذوة لكل فتنة وخلاف، «ولا يهونون» مرتزقة قطر من الوافدين الذين لن أزيد على ما كتبه أحد المغردين القطريين عنهم في هذه التغريدة الصادقة والمؤلمة في نفس الوقت:

«نخوض صراعا مع الشقيقة السعودية ليس لأجل قطر بل لأجل مرتزقة طُردوا من أوطانهم بعد أن دمروها ويريدون أن يدمروا وطننا!».

نعم.. فإلى جانب خطورة الوضع سياسياً، فنحن نخوض «حرب مرتزقة»!.