-A +A
محمد أحمد الحساني
من الأساليب الإدارية الماكرة التي يستخدمها بعض الإداريين المقربين وظيفياً وعاطفياً من مدير أو رئيس الجهاز الإداري أنهم يستغلون ثقته فيهم؛ لتحقيق مكاسب مادية لمصلحتهم ومن وراء ظهره وبطرق ملتوية لا يظهرون من خلالها مباشرة وإنما من وراء جدر، فإذا لاحظ زملاء لهم في الجهاز أو سمعوا عن تلك المكاسب وظنوا في أولئك الموظفين المقربين من المدير خيراً واعتقدوا أنهم لا علاقة لهم بالمكاسب أو المخالفات التي أدت إليها وجاؤوهم ناقلين إليهم ما لاحظوه أو سمعوا عنه طالبين رأيهم في قيام المقربين أو قيامهم أنفسهم بنقل ذلك إلى رئيس الجهاز الإداري، فإن ناقلي الملاحظات يفاجأون بقيام المقربين من المدير أو الرئيس بتحذيرهم من التهور وإزعاجه بما لديهم من ملاحظات أو حتى معلومات دقيقة، زاعمين أنه سوف يغضب من قيامهم بتلك الخطوة وربما دفعوا في وقت لاحق أو مباشرة ثمن إزعاجهم له بتلك الملاحظات أو المعلومات فيؤثر الذي لديهم أي رأي أو نصيحة أو ملاحظة أو معلومة السلامة ويضعون على أفواههم شريطاً لاصقاً، فيأمن أولئك المقربون الماكرون من احتمال وصول أي نبأ لمديرهم أو رئيسهم ينبئه عن تلاعبهم وأفعالهم وما يحصلون عليه وربما باسمه من مكاسب مادية غير مشروعة مع أنه لو يعلم بما يقومون به من مخالفات لأوقفهم عند حدهم وعاقبهم بما في الأنظمة من مواد تجرم الكسب غير المشروع عن طريق استغلال الوظيفة العامة في أي موقع إداري صغر أم كبر، ولكن المدير أو الرئيس نائم في العسل والمياه تجري من تحته فلا يشعر حتى برطوبتها لأنه اكتفى بمنح الثقة المطلقة لمن حوله فأمسوا عينه التي يرى بها وقدمه التي يمشي عليها ويده التي يبطش بها والمصدر الوحيد الفريد لما يحتاجه من معلومات قانعاً بأنه أول من يحضر إلى الدوام وآخر من يخرج منه، وأنه يظل لساعات قابعاً في مكتبه الوثير ينظر إلى سقف الغرفة بين الفينة والأخرى أو يتصل بمن يحبهم أو بمساعديه أحياناً ليسألهم عن أمور الجهاز، فيؤكدون له على قلب رجل واحد أن جميع الأمور على خير ما يرام !

mohammed.ahmad568@gmail.com