-A +A
محمد الدليمي
حصدت قنوات الفتنة وإعلام الشوشرة في قطر فشلا آخر بعد أن صدعوا رؤوسنا بتنويهاتهم وتغريداتهم بانتظار إيميلات سفير الإمارات العربية في واشنطن السفير يوسف مانع العتيبة، وماذا ستحمل من أسرار ومفاجآت تطير لها رؤوس جوقة المتصيدين والموتورين والدائرين في فضاء التشفي ومناكفة كل ما يصب في خانة النجاح.

ماذا يفعل السفراء عادة في البلدان التي يمثلون فيها دولهم؟ من الطبيعي أنهم مبعوثون سياسيون لدولهم في المقام الأول وليسوا مندوبي شركات تجارية فيقيمون الصلات وينسجون الصداقات مع رجال الصحافة والإعلام وجماعات الضغط، ويزورون مراكز الثقل في البرلمانات وكل من له دور في صنع قرارات البلد، من أجل التمكن من الدفاع عن قضايا بلدانهم التي انتدبتهم لهذه المهمة السامية التي وصفها أحد كتاب الدبلوماسية في القرن التاسع عشر بأنها أنبل وأرقى مظهر للإنسانية في صورة التعاون الدولي بين الأمم.


فالسفير ينشد تعميق الصداقات، ويسعى إلى أن يكون مؤثرا لصالح سياسة دولته ومواقفها، والسفير الألمعي الإماراتي يوسف العتيبة لم يخرج عن هذا السياق، فكان إلى جانب زميله السفير السعودي الأسبق وزير الخارجية الحالي السيد عادل الجبير، بحسب ما نقله لي باحث أكاديمي في واشنطن، يشكلان ثنائيا احترافيا في العمل ونجمي المجتمع الدبلوماسي في «واشنطن دي سي»، وكان يشار إليهما بالبنان، ومثلما يعرفه من يتابعه فالرجل شعلة من الذكاء والتأهيل والنشاط، حقق لبلده سمعة طيبة وضمن لها رصيدا قويا في واحدة من أهم عواصم القرار العالمي يحسده عليها كثير، ومنهم من تلصصوا على محتويات بريده الإلكتروني المزعومة فكان لا يعمل في الخفاء أو يكذب مثلما يكذب الآخرون على إخوتهم وأبناء جلدتهم، فهل أن تعويق جهود إيران التوسعية من خلال إضعاف علاقاتها الاستثمارية في أمريكا شيء غريب أو سر خارق، فهذه هي سياسة دولته وشقيقاتها في الخليج، وهي معلومة للجميع وأن ينفتح على جمعيات ومراكز أبحاث وصحفيين نافذين أمر عادي وينبغي عليه التعرف إلى كل من يريد أن يلتقيه، فهذه هي وظيفة الدبلوماسي الحاذق يواجه ولا يتهرب يسمع كثيرا ويتحدث قليلا كما يقال في مبادئ الدبلوماسية؟

سفير نشيط ومحنك يجتهد في كل ما يعتقد أنه يخدم وطنه وينفذ سياسة خارجية لبلده، استطاعت أن تجعل من الإمارات العربية قوة إقليمية مؤثرة، وأبوظبي صارت عاصمة يشد إليها الرحال كل صناع القرار في العالم ولن تثنيها كل محاولات التصيد في المياه العكرة من طرف جهات استشاطت غضبا عندما أدانها العالم بالدليل، وهي ترعى وتشجع وتمول كل منظمات الإرهاب والقتل والعبث بأمن المنطقة فراحت كما هو دأبها تسعى لتعكير صفو العلاقة الأخوية القوية بين الإمارات وشقيقتها المملكة العربية السعودية، وهذا هو ما يؤرقهم ويزعجهم فتمخض جبلهم كما يقال وولد لهم «إيميلات»؟

فمن يصدق أن سفيرا في واشنطن يسعى لدى صحفي لتمكين شخصية سعودية من الحكم، فأليس سمو ولي ولي العهد في صلب صناعة القرار السعودي وهذه السياقات معروفة أنها محكومة بآليات شفافة لولي الأمر ملك العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رعاه الله، ويمكن لمن دسوا بيان وكالة «قنا» أن يدسوا على إيميل كلمتين زيادة ليريحوا حكام قطر ويقبضوا الثمن؟ أرادوا أن يصنعوا لها زوبعة فارغة وجعجعة لعلها تحجب عنهم ما صار العالم يدينهم به بالدليل الملموس والقرائن بصوت عال رعايتهم للإرهاب المتنقل على عربة قطر وكوارثهم ومؤامراتهم على أمتهم وجيرانهم الأقربين.

سفير متألق وتعلم في أرقى جامعات الغرب تمرس في المهمات، واستطاع أن يصنع نجاحه في عاصمة يعرف الكثير من الدبلوماسيين الذين عملوا بها صعوبة اختراق بواباتها وحجم الصعوبات والتوازنات التي تشتغل عليها هيئات صنع القرار الأمريكي.

سعادة السفير يوسف العتيبة تقبل تحية محب لك من دنيا العروبة وأنت تتفانى في خدمة وطنك وأمتك العربية، فأنت مبعث فخر واعتزاز في كل مكان، لقد أغضتهم فأغضبتهم فبغضوك كرها وحسداً وما زادوك إلا رفعة وتميزا، فالفاشلون والمحبطون والمتهمون والمعزولون دوما ينتقصون من النجاح ولبئس ما روجوا وبئس ما حصدوا.

فمملكة الحزم وإمارات زايد عصية على سهام الغادرين.