خادم الحرمين الشريفين مترئساً القمة العربية الإسلامية الأمريكية. (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً القمة العربية الإسلامية الأمريكية. (واس)
-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FAlhamid@

يمكن اعتبار الـ 72 ساعة الماضية، أيام قمم «العزم يجمعنا» بامتياز واقتدار إقليميا وإسلاميا وعالميا، خصوصا بعد الكلمة التاريخية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة العربية الإسلامية - الأمريكية التي اختتمت أعمالها أمس الأول في الرياض. وقوبلت كلمة الملك باهتمام كبير وتفاعل في الأوساط الشعبية والرسمية والنخبوية والإعلامية سواء في الساحة العربية والإسلامية أو الساحة العالمية، خصوصا عندما أشار إلى أن بعض المنتسبين للإسلام يسعون لتقديم صورة مشوهة للدين الإسلامي، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل «حزب الله» والحوثيين، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة.


وأثار خطاب الملك سلمان الذي أوضح فيه أن هذه الأفعال البغيضة هي محاولات لاستغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، أثار اهتماما واسعا في أوساط القمة العربية والإسلامية، إذ جاء بمثابة تشريح للحالة الإرهابية، وكيف تسعى التنظيمات الإرهابية إلى التلحّف بالإسلام وهو منها براء. وعندما تحدث الملك سلمان عن إيران كان واضحا وشفافا وحازما، وفرق بين النظام وبين الشعب الإيراني الذي يجب ألا يؤخذ بجريرة نظامه الإرهابي، وأكد أن النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم. وقال: لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا. وتحدث الملك سلمان بحرقة وألم عندما قال: «لقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعف وحكمتنا تراجع حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته».

وباعتبار أن السعودية تضع علاقتها مع الشعوب الإسلامية كأولوية، فقد جدد خادم الحرمين الشريفين التأكيد على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام قائلا: نحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه.. وهنا أرسى الملك سلمان قاعدة ثابتة بأن السعودية حريصة على مد جسور المحبة مع الشعب الإيراني المسلم الذي يعيش رهينة الظلم والاستبداد الإيراني وينتظر الحرية والانعتاق.

ولم يكتفِ الملك سلمان بالحديث عن الجانب الشعبي، بل مضى وبإسهاب في الحديث عن دور إيران الإرهابي على مدى العقود الماضية قائلا: إننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلّت ثورة الخميني برأسها عام 1979م. وخاطب الحضور بالقول: «إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان».

وها هي السعودية تقف اليوم شامخة على قواعد راسخة، بعدما نجحت في جمع قادة العالم العربي والإسلامي مع الرئيس الأمريكي عبر قمم «العزم يجمعنا»، والتي صاغت رؤية وإستراتيجية جديدة لمواجهة قوى الظلام والشر في المنطقة.