الأمير تركي الفيصل مشاركا في المنتدى.
الأمير تركي الفيصل مشاركا في المنتدى.
-A +A
عيسى الشاماني، أمل السعيد (الرياض)
I_ALSHAMANI@

amal222424@


أكد عدد من أبرز الشخصيات الإقليمية والعالمية رفيعة المستوى، أن «داعش» و«القاعدة» وغيرها من الجماعات المتطرفة عبارة عن أفكار «مفخخة» متى ما وجدت البيئة المناسبة لها، فإنها ستنمو وتزدهر، لافتين إلى ضرورة مواجهة هذه الأفكار بعدد من الخطوات السياسية والاقتصادية والعسكرية لهزيمة الجماعات الراديكالية.

وأجمع المشاركون في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب أمس (الأحد) بفندق إنتركونتيننتال، على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة في محاربة الإرهاب لتعزيز الأمن والسلام العالمي. وأكدوا أن السعودية لها دور محوري في التصدي لأعظم خطر يواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، مشددين على أن التطرف والإرهاب لا يمكن ربطهما بدين أو منطقة معينة.

أفكار مفخخة

وقال كبير المستشارين في مجموعة سوفان والرئيس السابق لفريق العمليات الدولية لمكافحة الإرهاب ريتشارد بارين في كلمته: «نريد أن نحافظ على أمن الأشخاص من أي عمليات إرهابية، ونحاول أن نعرف طبيعة من يقومون بهذه العمليات، ويجب أن يكون لدينا إستراتيجية كاملة، لنفهم من خلالها لماذا يقوم شخص أو يعتقد بأن الحياة أصبحت صعبة، ثم يلجأ إلى تفخيخ نفسه وتفجيرها؟».

وأضاف: من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار السؤال الكبير: لماذا ينضم الأفراد إلى المنظمات والجماعات الإرهابية؟ ولماذا تزدهر وتتسع هذه الجماعات الإرهابية؟

وأكد أن هذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال تعميق العلاقات الأمنية بين الدول بشكل صريح، وشفاف من أجل أن نسهم بشكل كبير في الحد من الإرهاب، وليس بالضرورة أن يكون الأمر متعلقا بالجانب السياسي فقط، ولكن من خلال مجابهة الإرهاب فكريا.

من جهته، قال مدير علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي في معهد بروكينغز الدكتور ويليام ماكانت، «الجماعات الإرهابية تخلق نظاما معقدا من المافيا لتمكين أنفسهم اقتصاديا، قبل أن يقوموا بأي عمل إرهابي»، مشيرا إلى أن «داعش» تواجه مشكلات في التحالفات مع المنظمات الإرهابية الأخرى، خصوصا تنظيم «القاعدة»، وهما من أخطر الجماعات الإرهابية التي تهدد سياسات الدول.

ويرى عضو هيئة التدريس في جامعة نايف العربية الدكتور عبدالله آل سعود، أن هناك تقلصا كبيرا لـ «داعش» في المساحات الجغرافية التي كانت تسيطر عليها، خصوصا في سورية والعراق، كما تقلص إنتاجها الإعلامي الذي كان يقدر بأكثر من 40 مكتبا إعلاميا بشكل كبير، نتيجة الحرب المستمرة عليها، سواء عسكريا أو فكريا. وأكد أن الجماعات الإرهابية تعيش الآن تحت ضغط كبير، نتيجة استهداف قادتها، ونتيجة لانشقاق أعداد كبيرة من المقاتلين الذين يحالون العودة إلى أوطانهم، إضافة إلى الآخرين الذين تم القبض عليهم، وهنا يكمن التحدي لأجهزة مكافحة الإرهاب في التمييز بين الذين تم تضليلهم، وبين من يحاولون العودة إلى موطنهم لتشكيل شبكات إرهابية. وأشار رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل إلى أن السعودية واجهت العديد من أشكال الإرهاب منذ الخمسينات، وبسبب ذلك تجمعت لديها خبرات ومعارف متراكمة في محاربة الإرهاب مكنتها من تجنبه في الداخل.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي السابق أشتون كارتر، أن السعودية تقوم بدور محوري ومهم في قيادة التحالف ومحاربة الإرهاب والتطرف، مشددا على أهمية التحالف الإسلامي العسكري، في الرد على ادعاءات المتشددين الذين يستخدمون الدين لتغذية أفكارهم المتطرفة ونشرها، وهو الأمر الذي لا يمكن أن تقوم به إلا دولة إسلامية والرد عليهم يجب أن يكون من قبل المسلمين.

وقال وزير الخارجية الإيطالي السابق فرانكو فراتيني أن التحالف الإسلامي العسكري ضد التطرف بقيادة السعودية هو خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، مؤكدأ أنه لا يوجد أي صلة بين الإرهاب والتطرف والدين.