-A +A
عبدالعزيز النهاري
مهما اختلفنا مع أو حول صالح عبدالله كامل فإنه يظل رمزا اقتصاديا بارزا ليس على المستوى المحلي وإنما على المستويين العربي والإسلامي، ويظل رجل أعمال فريدا من نوعه، ووحيدا في تفكيره وفي توجهه، يحمل في كل مشاريعه رؤية ورسالة وهدفاً ويقف مع رؤيته تلك بكل ما أوتي من قوة، حتى وإن لاحقته الخسائر لأنه يؤمن بالنجاح أخيرا وإن تأخر وقت الحصاد.. لا يتنازل عن أي خطوة يخطوها في طريق ما يتبناه من أفكار اقتصادية إلا بعد أن يكون قد استنفد كل طرق النجاح التي وفرها وعمل عليها واستخار فيها وجلب لها من العقول والخبرات ما هو متوفر في ساحة موضوع تلك الأفكار.

صالح كامل صاحب مبادرات وأولويات بدأها وتابعها وأدارها وأشرف عليها بنفسه، حتى يتحمل بنفسه نجاحها أو فشلها، فلا يلوم أحدا في حالة الفشل، ويقدر ويذكر كل من عمل معه عندما يتحقق النجاح، هذا الرجل يؤمن بأنه يعمل لنفسه ولأهله ولمجتمعه المحيط به سواء كان داخل أو خارج وطنه، فهو يحمل في داخله رسالة يسعد بها، ويجزم بأنها هي سبب ثروته، وتتلخص في أن ما يقوم به من عمل لا يعود عليه بالنفع فحسب، وإنما على كل من يعمل معه ابتداء من كبار الموظفين ومرورا بصغارهم وانتهاء بأصحاب الوظائف الدنيا، ويتبع أولئك مجموعات المعالين الذين يكونون أسرا يتعدى أفرادها الآلاف وكلهم قد سخر الله رزقهم في مجموعات استثمارات صالح كامل المنتشرة على مساحة الوطن العربي والإسلامي، والتي تعددت أغراضها الاقتصادية بين الزراعية والصحية والمالية والإعلامية والبنوك والإعمار، وصالح كامل هو رائد الاستثمار الإعلامي عربيا، وقبل ذلك أحد مؤسسي المصرفية الإسلامية وما تبعها من بنوك إسلامية منتشرة في عدد من دول العالم.. تلك معلومات اختزلتها هنا لضيق الحيز، إذ لم أذكر مساهمات هذا الرجل الاجتماعية والإنسانية والتطوعية والمنشآت غير الربحية التي أقامها لخدمة الاقتصاد الإسلامي وأبحاثه ودراساته ولتشجيع ودعم الأفكار الاستثمارية لصغار المستثمرين.


دعاني إلى كتابة هذا المقال ما تتعرض له هذه القامة من إساءات القلة ممن يتعاطون التواصل الاجتماعي، وهي في مجملها لا يمكن أن تمس شعرة واحدة من تاريخ هذا الرجل العصامي الذي لم يجد والده تكاليف جنازة وعزاء جده عندما توفي بمكة المكرمة وهو ما زال طفلا.. كما شجعني على ما أكتبه بعدي عنه، بعد أن عملت تحت إدارته منذ حوالى عشر سنوات ثم عملت في قناة ديوان التي أقفلتها غرفة جدة التجارية منذ حوالى ستة أشهر، ولم أره منذ ذلك الوقت، كما أنني لست من الأسماء الموضوعة ضمن قائمة المقربين منه، بمعنى أنني لست ملتصقا به حتى أنافقه، ولست بحاجة لذلك، لكنها كلمة حق وجدت أن علي كتابتها، لأنني أزعم بأنني أعرف صالح كامل الرجل الإنسان الصريح المتسامح والمتواضع وكل سلبية تذكر بجهل عنه لا تليق بهكذا رجل.