-A +A
عزيزة المانع
على إثر نشر مقال (هل من مستثمر) الذي يشير إلى عدم توفر مراكز رعاية متخصصة، للمصابين باضطراب التوحد داخل المملكة، رغم تزايد أعداد المصابين بهذا الاضطراب في بلادنا وفي العالم كله.

على إثر ذلك تلقيت على بريدي الإلكتروني عددا من رسائل القراء، بعضها يقدم مقترحات لمعالجة هذه المشكلة، وبعضها الآخر من آباء يعايشون هذه المشكلة مع أطفالهم، ويقترحون على المقتدرين ماديا، تمويل كراسي بحث في مراكز البحوث الصحية، تخصص لأبحاث اضطراب التوحد، رجاء الوصول إلى معرفة أسبابه وكيفية الوقاية منه.


وقد اخترت هنا رسالتين تتضمنان مقترحين لتمويل مراكز رعاية صحية وتربوية للمصابين بالتوحد.

الأولى من الأستاذ محمد العنزي الذي يعمل في مجال إدارة الأعمال، حيث يقول في رسالته:

«لقد قمت بعمل دراسة جدوى لعمل مشروع مركز تأهيل متكامل بطاقم سعودي ١٠٠٪‏ والمفأجاة أن الأرباح خلال السنة تفوق نصف المليون ريال ومن غير التكلفة والدعم من قبل الشؤون الاجتماعية ولها تقسيمات، وقد قمت بعرض المشروع على مستثمرين ولكن للأسف كانوا متخوفين وخاصة خلال هذه الفترة من القرارات الجديدة لوزارتي العمل والتجارة».

والمقترح الثاني من الدكتور عماد الدين حسين، الذي يقول إن: «المملكة بها من أصحاب الأيادي البيضاء والمستثمرين الأوفياء الكثيرين، فلماذا لا يتم طرح «وقف التوحديين» وهو وقف يقوم صاحبه من رواد القطاع الثالث فى العمل الخيري والمجتمعي بتخصيص الوقف لدعم ورعاية التوحديين. ويقينى أن أصحاب همم مثل الراجحي والسبيعى وغيرهما أهل أن يستثمروا فى هذا العمل الإنساني وقفا لله».

ويسرني هنا شكر هذين القارئين على إيجابيتهما وحرصهما على أن تكون هناك خطوات فاعلة تتخذ نحو حل مشكلة أطفال التوحد المحرومين من الرعاية الجيدة التي تعينهم على أن يعيشوا حياة طيبة ويكونوا مواطنين نافعين بدلا من أن يكبروا وهم عالة على أهلهم ومجتمعهم.

وأجدني أثني على مقترح الوقف المذكور، وأدعو الشيخين الكريمين الراجحي والسبيعي، اللذين اشتهرا بمبادراتهما الوقفية في أعمال الخير، أن ينظرا في هذا المقترح بجدية، فهو يقدم خدمة جليلة لفئة كتب الله على أصحابها أن يكونوا مختلفين عن غيرهم ويحتاجوا إلى من يساعدهم مساعدة خاصة، لكنهم إلى الآن لا يجدون من يقوم بذلك.

إنهما متى قاما بإنشاء هذا الوقف، سيكونان رائدين في مجال خدمة أطفال التوحد في المملكة، ولن يضيع أجرهما عند الله الكريم.