-A +A
حسين الشريف
• كلنا نعرف عراقة وتاريخ النادي المكاوي العتيق «نادي الوحدة»، ودوره الرئيسي في ولادة كرة القدم السعودية، وكيف كانت ساحة إسلام مصنعا للنجوم وتصديرهم.

• كما أننا لا ننسى أن فريق الوحدة صاحب أولوية البطولات السعودية، حيث فاز بأول كأس ملك عام 1377، وهو العام الذي أسس فيه نادي الهلال، ولكن شتان بين ما وصل إليه الفريقان في الوقت الحالي من مجد كروي.


• الوحدة استقطب أفضل المدربين وأنجب ألمع النجوم كأحمد النيفاوي ولطفي لبان وسعيد لبان وعلي داوود، مرورا بناصر علوي وحاتم خيمي وعبيد الدوسري، وانتهاء بأسامة هوساوي وناصر الشمراني وعيسى المحياني والكويكبي وغيرهم من النجوم، الذين سطروا أسماءهم كنجوم قدموا من حواري مكة المكرمة ومثلوا الوحدة ووصلوا إلى المنتخب وحققوا الإنجازات باسم الوطن.

• ولم يكن حضور الوحدة داخل الملعب فقط، بل كان لجمهور الوحدة الريادة في التشجيع والمساندة للوحدة وللمنتخبات الوطنية، بقيادة المخضرم عاطي الموركي، إلا أن ذلك لم يكن كافيا من أجل بقاء الوحدة بين الكبار، حيث تدحرج فرسان مكة حتى «تقوقعوا» في المراكز الأخيرة، وباتوا مرجيحة المسابقات ما بين صعود وهبوط، وذلك لسوء النتائج والمشاركات والإدارات التي تفننت في إسقاط الوحدة على مر الزمان.

• الوحدة رغم أنه النادي الوحيد الذي اقترن بمدينة مكة المكرمة «الله يعمرها»، إلى جانب فريق حراء (الذي يعد هو الآخر ميتا رياضيا) بحكم موقعهما الجغرافي، إلا أن الناديين لا يمثلان مكة المكرمة ولا طموح أبنائها ورجالها ولا شموخ جبالها، ولم تعد تؤثر نتائجهما في شعور الانتماء للمنطقة، بل إن أغلب سكان مكة فروا من تشجيع الوحدة وحراء إلى تشجيع الأندية الأخرى كالاتحاد والهلال والأهلي والنصر، حتى أصبح فريق الوحدة يمثل الأقلية بين أبناء مكة.

• فمكة المكرمة التي تعتبر واحدة من أكبر المدن السعودية من حيث كثافة السكان والمساحة، لم تعد تقوى على انتشال ممثلها من الوحل والمستنقع الرياضي الذي انغرست به أقدامه، نتيجة للشللية والتحزبات وتكتلات من مجموعة أعداء النجاح، التي استهدفت أبناء الوحدة المخلصين وتطفيشهم لضمان بقائه على ما هو عليه.

• فرجال مكة الأثرياء رفعوا أيديهم عن دعم الوحدة بعدما لمسوا على مدار السنوات الماضية، الحرب الباردة بين الوحداويين أنفسهم، فكل ما تأتي إدارة «....» الإدارة التي قبلها، وهكذا استمرت السياسة الشللية تدير الوحدة حتى بات النادي بلا روح ولا انتماء، مما جعل أولئك الأثرياء يهجرون الوحدة ويبحثون عن دعم الأندية الأخرى. ولعل في ذهاب مساعد الزويهري إلى النادي الأهلي أكبر دليل على «هروب» رجالات الوحدة، وقس على ذلك بقية رجال الأعمال في مكة المكرمة، الذين يحملون من الأسرار والحكاوي ما يندى له الجبين، من مؤامرات وقصص من قبل المسيطرين على المشهد الوحداوي منذ عقود، مما يولد لدينا قناعة بأن الوحدة لا تمثل مكة بقدر ما تمثل شلة تتخذ من النادي منصة للظهور فقط.