-A +A
عبدالله عمر خياط
.. تقع المملكة العربية السعودية في شبه الجزيرة العربية وتبلغ مساحتها مليوني كيلو متر مربع، وهذه المساحة الواسعة تتطلب جهداً وإمكانات كبيرة من رجال الأمن بكل المواقع للسيطرة عليها واليقظة الدائمة.

لذا فقد كان من أولويات مهمات رجال الجمارك (العين الساهرة) الذين يتميزون بالفراسة بما لديهم من أجهزة متطورة وما حصلوا عليه من دورات تدريبية للكشف عن هذه المخدرات، أن يعملوا جاهدين للحفاظ على حدودنا ذات المساحة الشاسعة من شرور المهربين والقضاء على مخططاتهم الإجرامية بإفشال عمليات التهريب من خلال المنافذ البرية والبحرية والجوية أو عبر التسلل عن طريق الحدود البرية أو عن طريق البحر، وهدفهم الرئيسي التخريب وضياع شبابنا وتدمير مكتسبات هذه الأمة التي ميزها الله سبحانه وتعالى بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.


وفي حديث رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله".

فوطننا الحبيب مستهدف للقضاء على شبابنا بواسطة تعاطيهم للحبوب المخدرة وشرب المسكرات والحشيش، فلقد ثبت أن مستخدمي المخدرات غالبيتهم من الشباب صبياناً وفتيات إلى جانب متوسطي العمر الذين أصبحوا -بكل أسف- من المدمنين.

بدليل تكرار عمليات التهريب دون وازع ديني أو إنساني. ووصلت القذارة بالمهربين إلى تفريغ المصاحف واستخدامها لتهريب الكوكايين والهيروين. هذا بخلاف ما يتم كشفه عبر المنافذ البرية والبحرية بطرق وأساليب ملتوية ومستحدثه لإخفاء المواد المهربة.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم– يَقُولُ: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ سَرِيَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

وعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ حَرَسَ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ مُتَطَوِّعًا لَا يَأْخُذُهُ سُلْطَانٌ لَمْ يَرَ النَّارَ بِعَيْنَيْهِ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ بسورة مريم: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}".

وللحد من ظاهرة تهريب الممنوعات لبلادنا، أقترح: زيادة رواتب رجال الجمارك وما يصرف لهم من بدلات ومكافآت، والعمل على حل مشكلاتهم الشخصية ليتفرغوا لعملهم. مع تقديري لرجال الجمارك والأمن الذين يعملون على راحتنا بما يبذلونه من جهد متواصل للحد من ظاهرة انتشار المخدرات وسرعة الإيقاع بالمهربين معرضين أنفسهم للمخاطر لحمايتنا -جزاهم الله خير الجزاء-.

السطر الأخير:

عن بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلَاثَةٌ لَا تَرَى أَعْيُنُهُمُ النَّارَ: عَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ".

aokhayat@yahoo.com