-A +A
عبدالله عمر خياط
.. ونواصل اليوم الوقوف مع الشيخ عبدالمحسن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي في ما ضمنه مؤلفه «فضائل المدينة المنورة» الذي قال فيه: إنه ليس للدفن في البقيع فضل على غيره؟!

فكيف لا يكون له الفضل. وقد دفن بالبقيع الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وعدد من الصحابة وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم وهن السيدة: أم كلثوم، والسيدة رقية، والسيدة زينب رضي الله عنهن، وأن أهل هذه المقبرة هم أول من يحشر من مقابر الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فقد روى الترمذي من طريق ابن عمر رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة فأحشر بين الحرمين».


ويقول المؤلف عن مشهد أُحد: «لا يعرف في هذه المقبرة أحد من الصحابة لتطاول القرون على قبورهم».

في حين أن سجل الصحابة الذين دفنوا بجبل أُحد يبلغ عددهم 70 صحابياً وعلى رأسهم أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة رضي الله عنه، وكما صح من رواية أبو عبس بن جبر الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جبل أُحد يحبنا ونحبه وهو جبل من جبال الجنة».

في الوقت الذي يقول المؤلف بأنه لم يثبت بأنه من جبال الجنة.

ويقول المؤلف عن وادي العقيق: لا يجوز التبرك بتربته أو بطحائه، أو غير ذلك، لأن البركة من الله وحده – فهو المبارك – ومنه تُرجى البركة ولعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته لذلك.

في حين أنه قد ورد في الأحاديث بأن العقيق واد مبارك، ففي صحيح البخاري باب بعنوان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (العقيق وادٍ مبارك) وفيه حديث عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق، يقول: (أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك). وقد فرشت أرض المسجد النبوي في عهد عمر بن الخطاب بحصى ناعمة من أرض العقيق.

هذا بعض ما أمكن تصحيحه مما جاء في كتاب «المدينة المنورة» من آراء لم يصادفها التوفيق والله الهادي إلى سواء السبيل.

السطر الأخير:

مما ينسب لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قوله:

وما بقيت من اللذات إلا مخاطبة الرجال ذوي العقول

وقد كنا نعدهموا قليلاً وقد صاروا أقل من القليل