-A +A
أحمد عجب
@ajib2013

واجه الفنان الكبير عبادي الجوهر، هجمة شرسة خلال اليومين الماضيين، بعد أن أحيا حفلة غنائية بمدينة أبها، ظهر خلالها في مقطع فيديو قصير وهو يرد على فئة من معجبيه بقوله ( تصورت مع «الخناشير» ما اتصور معكم)، لتجتاح هذه الكلمة الشائكة التي بين القوسين مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها إعصار تسونامي المدمر، مهددة بزلازلها الباطنية وأمواجها المتلاطمة تاريخه الفني الطويل الذي امتد لنصف قرن من الإبداع والتوهج.


هناك من ادعى بأنه قال (الخنازير) وأنه بذلك أساء إلى جمهوره الذي صنعه، وهناك من استمات في الدفاع عنه حتى قبل أن يشاهد المقطع (وأنا منهم) لمعرفتنا التامة بأخلاق هذا النجم المحبوب الذي لم نعتد منه الإساءة أبداً حتى مع أكثر المنتقدين لصوته الشجي، فكيف يقول هذا عن معجبيه ؟!، وقد غرد الفنان الخلوق من جهته عبر حسابه الشخصي بتويتر محاولاً توضيح الحقيقة قائلاً (محبتكم رأس مالي الذي كسبته من مشواري الفني فهل من الممكن أن أسيء لجمهوري. «الخناشير» معناها الرجال في اللهجة الحجازية) !؟

بعد أن هدأت العاصفة قليلاً، عدت إلى المقطع المتداول الذي أثار المشكلة، لأجد نفسي حائراً أمام الكلمة التي قالها، وللأمانة فقد التمست حينها العذر لمن أشكل عليه فهمها، وذلك للتشابه الكبير بين الكلمتين، بل إن الكلمة المسيئة وللأسف الشديد قد تكون أقرب للمعنى إذا ما نظرنا إلى سياق الكلام وحركة اليد والابتسامة الساخرة!؟

زيادة في الحرص على تبرئة ساحة (سفير الحزن) لجأت إلى محرك البحث القصير، وهو الصديق فتحي حلواني صاحب العمود الصحفي الشهير (بالبلدي الفصيح) وسألته عن كلمة (الخناشير) ليرد علي بلهجته الجداوية الحادة (والله يا أبو عجب أول مرة في حياتي أسمع هذي الكلمة)، وعندما شعر بحرصي على التأكد أكثر، قال إنه بيسأل واحد ضليع ويرجع يرد لي خبر، بعدها اتصل بي وأجابني بصريح العبارة (لا معنى للكلمة في قاموس أهل الحجاز).

على كل حال، حتى لو كانت الكلمة كما بررها (موسيقار الجزيرة العربية) فقد أسيء فهمها وأحدثت نفس ردة فعل الكلمة النابية، ولن يشفع له وجودها في مقال سابق للكاتب مشعل السديري أو جعفر عباس فكلاهما معروف بالسخرية ولا يمكن الاعتماد على كلامهما كدليل إثبات أو نفي، الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يشفع لـ (أبو سارة) أن جمهوره متعصب له حد الجنون، وقد يلتمس له العذر في هذه الزلة بداعي الإجهاد ويعتبرها (كبوة أخطبوط) المهم أن يلتفت لفنه الجميل الذي طالما أبدع فيه لحناً وطرباً ولا يعود مرة أخرى لمثل مقطوعته الشاذة التي عزفها على وتر (الخناشير).

ajib2013@yahoo.com