-A +A
سعد المعطش
من فضل الله هناك قناعة لدى أغلب الخليجيين بحب المنتجات الخليجية، وحين سألت عن سر هذا الحب كان الجواب أمرا رائعا ومشرفا فهم يشترون المنتجات الخليجية لأنهم يعتقدون بأن من سيستفيد هو أحد أفراد الشعب الخليجي وليس شخص يستفيد من دولنا ويشتمنا.

ففي مدن الخليج، هناك رغبة جامحة للرمان الطائفي، ولجميع التمور، وزيت الزيتون السعودي، وللحلوى العمانية، والبحرينية، وللحلويات الشعبية الكويتية، ومنتوجات شركة المطاحن، وحتما أن هناك كثيرا من الصناعات الخليجية التي تجد أنها مرغوبة لدى أهل الخليج العربي.


في مسرحية شقائق النعمان، كان هناك مشهد مؤلم بين الأصمعي ونمر الفلا حين سأله: ماذا تريد؟ فقال له أريد «صحن كنافة»، فقام يعدد له الأصمعي مشكونات ذلك الطبق الصغير أن أغلبها مستورد من الخارج إلى آخر الحوار.

وبما أنني من عشاق مدينة «عرعر» فأغلبكم لا يعرف عن تلك المدينة الشيء الكثير فهل تعلمون أن مدينة «جنيف السويسرية» تشتهر بشجر العرعر وأن معنى اسم «جنيف» هو الاسم الفرنسي لشجرة العرعر الذي كان منتشرا في منطقة عرعر.

ولقد أثبتت دراسة ميدانية أن منطقة عرعر والأراضي المحيطة بها أنها من أفضل الأراضي لزراعة لأشجار «اللوزيات والحمضيات» ولكن المشكلة الرئيسية هي صعوبة المياه العذبة للري بسبب بعدها الأرضي، وأن أقرب مكان يمكن جلب المياه منه هي منطقة «سكاكا» والتي تبعد أكثر من 150 كيلومترا.

وتخيلوا لو توفرت تلك المياه وأنشأت المزارع كم فرصة عمل سيحصل عليها الشباب السعودي وتحولت عرعر إلى مدينة زراعية وبدل أن نطلب الفستق الحلبي لكانت الأسواق الخليجية تطلب الفستق السعودي وألغينا فكرة أننا مجرد شعوب مستوردة.

كثير ما نسمع عن مستثمرين خليجيين خارج الخليج رغم أن هناك ضرائب كبيرة عليهم.

أدام الله ثقة أهل الخليج بمنتجات أوطانهم ولا دام من يريدنا شعوبا لا تأكل مما تنتج.