-A +A
محمد أحمد الحساني
كلمات وسطور هذا المقال لا تعني أنني أرى أو أعتقد أو أظن أنَّ وضع المراكز الصحية المسماة بمراكز الرعاية الأولية، هي في أفضل أحوالها، بل إنها قد تكون أنموذجاً صغيراً للمستوى المتواضع الذي تعاني منه معظم المستشفيات العامة، لا سيما الواقعة منها في المدن والمحافظات الصغيرة، بل إن الخلل وضعف المستوى يشملان حتى ما هو موجود منها في المدن والمحافظات الكبيرة، ولكن إقرار مثل هذا الواقع والدعوة إلى النهوض بمستويات الرعاية الصحية من خلال تطوير جميع المستشفيات والمراكز الصحية، لا يُجيز لأعضاء محترمين في مجلس الشورى الادعاء بأن مراكز الرعاية الأولية التابعة لوزارة الصحة لا تقدم أي خدمة علاجية لمرضاها «باستثناء البنادول والأدول والفيفادول!»، لأن هذا القول يعتبر كلاماً غير مسؤول لا ينبغي أن يصدر من نخبة تم اختيارهم ليكونوا ممثلين للوطن تحت قبة مجلس الشورى، بل إن هذا الكلام المرسل على عواهنه غير مقبول صدوره من الدهماء أو من هم في حكمهم فكيف يقبل من أعضاء في المجلس؟!

أما واقع الحال، فإن مراكز الرعاية الأولية، على الرغم من تواضع مستواها -كما أسلفت- تقدم خدمات أولية منها على سبيل المثال التطعيمات الأساسية للأطفال حتى سن الخامسة، بل إن فرقاً منها تزور المنازل وتضع ملصقات بأنه سيتم إعطاء جُراعٍ تنشيطية ضد شلل الأطفال لمن هم دون سن الدراسة، كما أن تلك المراكز تصرف أدوية شهرية للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة؛ مثل السكري والضغط والقلب ونحوها، وهي أدوية تكلف الوزارة مليارات الريالات سنوياً، كما أن مراكز الرعاية الأولية تقدم خدمات علاجية بسيطة في مجال الأسنان والجروح والأمراض الباطنية مع تحويل المحتاجين لعلاج أوسع إلى المستشفيات العامة، وكل ذلك وغيره تحققه مراكز الرعاية مع أن إمكانياتها الإدارية والفنية والمالية متواضعة جداً، فكيف لو أنها دعمت وطورت أكثر، ومع ذلك فإن من الظلم لها في جميع الأحوال أن يأتي من يزعم أنها لا تقدم لمراجعيها سوى المسكنات المتوفرة حتى في البقالات!


mohammed.ahmad568@gmail.com