-A +A
«عكاظ» (جدة)
OKAZ_online@

لم ييأسن من البحث عن عمل يتلاءم مع ظروفهن الاجتماعية، وأبين أن يبقين عالة على أزواجهن وأسرهن، فدفعن راحتهن ثمنا، وتحدين نظرة المجتمع لمهنة اعتبرها البعض متدنية، فيما يرى البعض الآخر أنها لا تصلح للمرأة، بيد أن الحاجة الماسة للمال دفعتهن لقبول العمل بلا شروط، حتى ولو كانت صعوبته وقسوته لا تتلاءم مع ما يتقاضين من رواتب. فتيات وسيدات، دخلن مجال الحراسات الأمنية في المولات والمستشفيات وغيرها قسرا، أجبرتهن الحاجة، فلم يجدن سوى التصدي للمسؤولية، معرضات أنفسهن لمضايقات من لا يتفهم طبيعة عملهن، يعملن ما يزيد على ثماني ساعات يوميا، بعيدات عن بيوتهن وأبنائهن، ينتظرن نهاية الشهر بفارغ الصبر، ليحصلن على راتب يعينهن على توفير حياة كريمة، فيما يفاجأ بعضهن باقتطاع جزء كبير من الراتب بعضه للتأمينات، والآخر للخصومات التي لا تبقي لهن سوى الشيء اليسير منه، بما لا يتلاءم مع الجهد والأعباء التي يتحملنها.


ولم تتوقف معاناتهن عند هذا الحد، إذ يجأرن بالشكوى من تأخر بعض الشركات في دفع الرواتب، ناهيك عن حرمانهن من إجازة اليومين أسبوعيا، إذ يحصلن على يوم واحد راحة أسبوعية، دون تعويضهن ماديا عن اليوم الثاني، إضافة إلى عملهن بنظام «الشفت» الذي يجبر «حارسة الأمن» على العودة إلى الدوام في اليوم ذاته، ليصبح مجموع ساعات الدوام نحو 16 ساعة، علاوة على عدم حصولهن على راحة خلال الدوام، فضلا عن تعرض بعضهن من العاملات في المستشفيات للخطر المباشر من النزيلات، دون توافر أية وسيلة للدفاع عن النفس في حال تعرضهن للحالات الطارئة.