-A +A
حسين الشريف
al_sharef4@

عندما نريد الحديث عن الكبار وشجونهم فلابد لنا أن نستحضر تاريخهم وعراقتهم ونرتب لها أفكارنا وكلماتنا لانتقاء ما يليق منها بمكانة الكبار وقيمتهم التاريخية، حتى تكون آراؤنا أكثر إنصافا.


لذا عندما نريد دراسة حالة أحد الأندية الكبيرة لابد علينا أن نعيد النظر للمشهد مرارا وتكرارا، فالقراءة في أحوال الكبار تحتاج إلى شفافية ومصداقية دون أن نخدش كبرياءهم.

كما أن الواجب يحتم علينا أن نكون صادقين في نقدنا لأي ناد يخرج عن مساره الفني والتنافسي، كما هو الحال في نادي النصر، من أجل تصحيح الأخطاء، فالإعلام المحايد هو المرآة الحقيقية للعمل داخل الأندية.

ومن هذا المنطلق، فإننا عندما نتحدث عن النصر ذلك النادي الذي قدم لنا النجوم والإنجازات والبطولات، وكان حجر الزاوية الذي بنيت عليه أمجاد الكرة السعودية، فنحن إمام إرث كبير يصعب اختزاله في لاعب أو إداري أو رئيس، فكما قال رمزه التاريخي الأمير عبدالرحمن بن سعود «النصر بمن حضر».

فالنصر الذي نشاهده اليوم لم يعد ذلك النصر الذي تهاوى أمامه شموخ المنافسين، واهتزت من عظمته نجوم الميادين، بعدما ارتضى محبوه أن يكون «معبرا» سهلا لكل من أراد الوصول للقمة، ما يدفعنا لتعليق الجرس على بوابة النصراويين، مبينين أن كل عمل مميز تقف خلفه إدارة أكثر تميزا كما كان في السابق، وكل عمل فاشل هو مخرجات إدارة ضعيفة إداريا أو ماليا، وربما يكون ذلك نتيجة تشبع أو إفلاس، مما يدفع بالإدارة للتشبث بالكرسي، وبالتالي فإن أزمة النصر الحقيقية لا تخرج عن سوء الجانب الإداري أولا وثانيا وعاشرا. فمع احترامي لإدارة الأمير فيصل بن تركي وما حققته في السنوات الماضية والبصمة الذهبية التي وضعتها في جبين التاريخ للنادي العالمي، ومساهمتها في إعادة النصر من جديد كبطل يحصد الذهب يستحق أن ترفع لها القبعة، إلا أنه يحسب عليها ما يحدث لهذا الفريق المرصع بالنجوم من خذلان كروي داخل الملعب وخارجه.

فالنصر الذي بات حملا وديعا سقط بفعل أخطاء إدارية بحتة بفضل عشوائية إدارته ومحاباتها لأسماء على حساب سمعة النادي، فلا يمكن لإدارة حكيمة أن تسهل خروج مدرب بحجم زوران، ذلك المدرب الناجح، والفريق على أعتاب ثلاث بطولات كانت في متناول اليد، ولا يمكن أن تسمح بمشاركة لاعبين منقطعين في نهائي من باب العناد، وقس على ذلك، تقصيرها في التزاماتها المالية مع اللاعبين الذين يشاركون بلا روح ولا مسؤولية، وللأسف الشديد الضحية الجمهور الذي لا حول له ولا قوة.

لذا، فإن عودة النصر لن تتحقق إلا إذا قدم الأمير فيصل بن تركي استقالته من باب التضحيات والعشق الكبير الذي يسكن قلبه، كما يردد، وإتاحة الفرصة لنصراوي وعاشق آخر يقود المرحلة القادمة بحيوية الشباب وطموح الأبطال، ولحظتها سيذكر التاريخ فيصل بن تركي كواحد ممن صنعوا الفرح في البيت النصراوي.. فهل يقدم كحيلان النصر على اتخاذ القرار الشجاع.. دعونا ننتظر.