-A +A
عبدالله عمر خياط
.. أخي الأستاذ حمد عبد الله القاضي تربطني به صداقة متينة من اليوم الذي لقيته فيه وهو بمعية علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر بفندق اليمامة الذي كان نجم الفنادق بالرياض.

ويشهد الله أن أخي حمد قد اقتبس الكثير من الصفات الحميدة التي كان من سمات الشيخ حمد – تغمده الله برحمته – من الكرم ومكارم الأخلاق والتواضع ما هو مضرب المثل وعسى الأيام أن تمنحني الفرصة للكتابة عنه بما هو جدير. عندما كان رئيسا لتحرير «المجلة العربية».


والأستاذ حمد متعه الله بالصحة له من الصفات الحميدة وحسن الخلق في تعامله مع من يعرف ومن لا يعرف وقد طلب مني الإسهام فيها بمقالات عن الصحافة وتاريخها.. فكان أن كتبت حلقات متعددة بعنوان «مذكرات رئيس تحرير سابق» ونشرتها لاحقا بذات العنوان.

منذ زمن بعيد فهو خير من يمثل الأخلاق الحميدة، عندما كان رئيسا لتحرير «المجلة العربية» طلب مني الاشتراك بالكتابة فيها بعدة مقالات تحت عنوان «مذكرات رئيس تحرير سابق» نُشرت على حلقات متتابعة.

وعندما طلبت مني المذيعة «هالة سرحان» مقدمة برنامج «يا هلا» على قناة ART بالحديث عن زواج المسيار، والذي وافقه على المشاركة فيه الأستاذ عبدالله أبو السمح أعلنت موافقتي تأسيا بأبي السمح ولكنه خذلني يوم السفر إلى القاهرة لتقديم البرنامج على الهواء بالاعتذار بأسباب واهية.

وفي الحال اتصلت بأخي الأستاذ حمد القاضي طالبا منه المشاركة في البرنامج فتفضل مشكورا وقال: عطني ساعة لإعداد السفر والحجز على أول رحلة من الرياض إلى جدة لأكون معك على ذات الرحلة من جدة للقاهرة.. وبالفعل سافرنا سويا وسجلنا حلقات البرنامج.

تذكرت هذه الوقائع وأنا أتصفح الكتاب الذي أهدانيه أخي الأستاذ حمد القاضي بعنوان: ((مرافىء على ضفاف الكلمة))

وكتب مقدمة الكتاب معالي الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي – رحمه الله – قال فيها: «هذه المرافىء! حمد القاضي لا يغمس قلما في مداد.. ويكتب على ورقة.. إنه يغمس وردة في محبرة الحب.. ويكتب على شغاف القلوب.. لهذا تجيء كلماته رقيقة دوما.. ناعمة دوما.. حتى عندما يلامس المأساة.. ويفتح الجراح.. وفي هذه المرافىء.. حديث عن قضايا الإنسان كلها.. كوردة مغموسة في محبرة الحب».

وقد أرفق الأستاذ حمد بالكتاب رسالة لي جاء فيها: يسرني إهداؤك كتابي الجديد «مرافىء على ضفاف الكلمة» وهو أغلى كتبي لثلاثة أسباب فهو أولا: يمثلني إنسانا وكتابا، وثانيا لأني أهديته إلى أغلى الناس «أمي»، وثالثا لأن من قدم له من أعز الناس على قلبي الرمز الثقافي د. غازي القصيبي.

وفي مقال من محتويات الكتاب مقال بعنوان «سيف العقل ومطر العاطفة» قال في نهايته: «كان سفر» ابن زريق" صعبا.. ولكن بقاءه أصعب.. ولما كانا أمرين أحلاهما مر، قرر السفر لطلب الرزق، غير أنه لم يجد إلا أنياب آلام الغربة تنهشه.

اعتضت عن وجه خلي بعد فرقته ** كأسا أجرع منها ما أجرعه

وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى ** وأدمعي مستهلات وأدمعــه

.. وللحقيقة فإن هذا الكتاب يسرد فيه الأستاذ حمد مرافئه الاجتماعية، والوطنية، والتأملية، والثقافية خلال مراحل عمره من طفولته إلى ما هو عليه الآن – أطال الله في عمره - فله مني الشكر الجزيل على إهدائه الكريم الذي أثرى به المكتبة العربية.

السطر الأخير:

تهون علينـا في المعالي نفوسـنا ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر

aokhayat@yahoo.com