-A +A
عيسى الحليان
لماذا نظل نقفز على العنصر البشري في تحقيق مشروعنا الوطني، سمّه ما شئت، رؤية، إستراتيجية، خطة، تحول، ولماذا لا تحتل هذه المسأله نقطة مركزية تليق بها في إطار هذا المشروع ككل؟

قد يجيبني البعض بأن هذا قائم أصلاً، فهناك مدارس ومعاهد وجامعات، وهناك إنفاق لربع الموارد، وهذا يكفي، وهذه وجهة نظر معروفة ومطروحة من بعض أجنحة إدارة التنمية، فإن كانت مثل هذه الإجابة مستمرة مع هذه المرحلة فإنها قطعا جزء من المشكلة، بل ربما هي المشكلة بحد ذاتها، وإذا كان الأمر خلاف ذلك فأين البديل يا ترى؟ فإذا كان هؤلاء المخططون وأصحاب القرار التعليمي يرون بأن إعداد العنصر البشري بمعاييره ومؤشراته ومستوياته الحالية يتوافق مع هذا المشروع، نكون قد وصلنا إلى الحقيقة واختصرنا الطريق من بدايته، أما إذا كانت الإجابة بلا، فما هي المؤشرات والمعايير التي نطمح للوصول إليها ومتى؟ ومن سيتولى تنفيذها وما هي أدواتها وآلياتها وأين بداياتها وإرهاصاتها؟ وقبل ذلك من سيقوم بقياسها ومعرفة متطلباتها؟


بطبيعة الحال لا نعّول على بناء رأس المال البشري أن يكون مولداً للثروة، كما هو الحال في الدول الأخرى التي اعتمدت اقتصاد المعرفة في إطلاق اقتصادها من عقاله، ولكن إن لم يكن مولدا للثروة فعلى الأقل أن يكون فعالا في إدارة مدخلات ومخرجات هذه الثروة الطبيعية، وقادراً على التعاطي مع إدارة التنمية بالحد الأدنى من مفهومها!

هل التلقين الذي يجري في المدارس أو التعليم الذي يجري في الجامعات أو التدريب الذي يحصل في المعاهد هو الذي نعوّل عليه في بناء الإنسان وتحقيق مجتمع التنمية والرخاء الاقتصادي والاجتماعي المستدام؟

أعرف أن التعليم وفي إطار هذه الخطط والرؤى والإستراتيجيات قد أخذ نصيبه في ديباجة اضطبارات هذه الخطط والرؤى والإستراتيجيات التي اطلعت عليها، لكن هل سيكون لذلك الأولوية حاليا في هذا المشروع، وهل التجهيزات والبرامج والآليات الإدارية والتربوية الحالية تدل على أي تحرك حقيقي داخل أسوار الجامعة أو المدرسة، وهل سوف تختلف النتائج عن سابقاته من الخطط والإستراتيجيات التي طبقت على الورق، دون أن تدخل أعتاب المدارس والجامعات!.

Alholyan@hotmail.com