-A +A
محمد أحمد الحساني
فهمت من الاجتماع الذي عقد في جدة قبل أيام لمناقشة خطوات تطوير حي الرويس، ونشرت بعض الصحف تفاصيله، أن الخيارات المتاحة أمام ملاك العقارات في المناطق العشوائية قد أصبحت خمسة خيارات بعد أن كانت ثلاثة، حيث كان المتاح أمام الملاك المساهمة بقيمة عقاراتهم في مشاريع التطوير أو بيع الموقع على الجهة المطورة، أو بيعه على أي مستثمر راغب في الشراء ليشارك بعد ذلك في عملية التطوير فتم زيادة الخيارات ليصبح من حق الملاك تطوير ما امتلكوه أو كانوا يملكونه من قبل، تطويرا مباشرا، دون الاضطرار للدخول بها في العملية العامة للتطوير، إضافة إلى الخيار الخامس وهو أن يعطي مالك العقار الذي نزعت ملكية عقاره لصالح المشروع ما يقابل ثمن عقاره، في شقق المشروع ولعل أهم خيار جديد أضيف إلى الخيارات السابقة هو حق مالك عقار أو مجموعة متضامنة من الملاك أن يقوموا بتطوير المنطقة التي لهم فيها عقارات تطويرا مباشرا وفق المخططات النموذجية التي تعتمدها الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وهذا بالتالي قد يعني أنه ليس مطلوبا من أولئك الملاك سوى التنسيق مع الهيئة العليا لتقديم تسهيلات لهم من قبل جهات الخدمات لنقل الخطوط وقطع التيار الكهربائي وشبكة المياه و أن يكون اِلتزامهم أمام الهيئة العليا بالنسبة لتنفيذ المخطط الشامل للمنطقة العشوائية المراد تطويرها وتحويلها إلى حي أو مخطط نموذجي حافل بالحياة والجمال والحيوية والتنظيم، كما قد يعني الخيار الجديد أن يقتصر تعامل الملاك الراغبين في تطوير أملاكهم تطويرا مباشرا مع الهيئة العليا – فقط لا غير - دونما الحاجة إلى ارتباط خطواتهم التطويرية بشركات مطورة سواء كانت تمثل جهات رسمية أم تمثل القطاع الخاص مادام أنه يوجد ملاك قادرون على تجميع وتطوير عقاراتهم وتحويلها من عشوائية إلى منظمة وفق المنظور التخطيطي المعتمد من قبل الهيئة العليا لتطوير المنطقة، أما في حالة رغبة ملاك آخرين في الانضمام تحت لواء شركة مطورة لعدم قدرتهم على تطوير عقاراتهم تطويرا مباشرا فهذا شأنهم ولكن الاستعانة بشركة مطورة ينبغي أن يكون ضمن شروط وحوافز تقدمها الشركة المطورة تجعلهم يبادرون للتعاون معهم لا وفق شروط غير مقبولة تحول الملاك إلى الحلقة الضعيفة المطلوب منها تقديم كل شيء، وكلما زادت نسبة التسهيلات وتحقق الإنصاف في التعامل مع الملاك تسارعت خطوات تطوير المناطق العشوائية التي يزيد عددها في كل مكة المكرمة وجدة عن مئة منطقة عشوائية تضم نحو مليوني ساكن الله عليم بأحوالهم!.