-A +A
عبدالله عمر خياط
.. الأمر بالمعروف والنهي المنكر قاعدة أساسية من تعاليم ديننا الحنيف، وكذا التحذير من عدم هتك الستر، والتجسس، وتتبع العورات، والسقطات. بدليل قول الله تعالى بسورة آل عمران: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.

وعن أبي سعيد الخدْري -رضِي الله عنْه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فاسْتَطَاعَ أنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فبِلِسانِه، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فبِقَلْبِه، وذَلِكَ أضْعَفُ الإيمانِ».


كما جاء في الحديث -الذي أخرجه الشيخان في (صحيحيهما)- عن النُّعمان بن بشير -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلُ المُؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم كمثَل الجسَد إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسَّهر والحُمَّى».

وقد أوضح ذلك فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ الرئيس العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحديث جريء نُشر بتاريخ 18/‏ 3/‏ 1438هـ عن معاناة خلال ترؤسه الجهاز ابتداء من ملف المتعاونين، وقصص مطاردات الليل، ودهم المنازل، وانتهاء بحوادث الموت وفتن الإخوان.

كما سبق أن حذر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس من أعداء الحسبة الذين يحاولون تشويه صورة جهاز الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو تحجيم صلاحيته».

وبتاريخ 9/‏ 6/‏ 1438هـ نشرت صحيفة «عكاظ» خبراً تحت عنوان «رئيس الأمر بالمعروف يحذر من هتك الستر.. والتجسس وتتبع العورات والسقطات» جاء فيه: «استهجن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن السند التجسس على المسلمين، وتتبع عوراتهم وسقطاتهم»، مؤكداً أن ذلك خارج صلاحيات الآمر بالمعروف.

وأشار الدكتور السند في محاضرة له في جامع الإمام تركي (وسط الرياض) أخيراً إلى عدم أحقية «الآمر بالمعروف» التصنت أو ملاحقة الناس أو إلحاق التهمة بالشك والاشتباه، مستدلاً بأن «سلامة المسلمين هي الأصل».

.. وهكذا تواصل الجهات المختصة الجهود بمواصلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم التصنت على الآخرين، وذلك يؤيده ما أوضحه الدكتور عبدالرحمن السند بقوله: «من ابتلي بشيء فاستتر فلا يهتك ستر الله عليه»، معتبراً أن «الذنوب الخاصة تكون بين العباد وربهم».

وأعاود السؤال مرة أخرى: هل تبدل الحال أم ما زال الأمر عوجَ؟.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}.

aokhayat@yahoo.com