-A +A
محمد أحمد الحساني
كانت المساجد والجوامع في بلادنا تجعل الفترة الزمنية بين الأذان والإقامة متفاوتة, بحسب نسبة تجمع المصلين في كل مسجد وجامع ثم صدر تنظيم يوحد الفترة الزمنية في جميع المساجد والجوامع، يلتزم بها كل من المؤذن والإمام، وكان الهدف من التنظيم تشجيع المصلين على إدراك صلاة الجماعة حتى لو لم يستعدوا لها قبل الأذان ولكن يظهر أن ذلك التنظيم جاء مع مرور الزمن بنتائج عكسية، حيث أصبح الكثير من المصلين لا يبدأون في الاستعداد للوضوء والصلاة إلا بعد فترة من سماع الأذان، ثم يصرفون بعض الوقت في أمورهم الخاصة على أساس أن الصلاة لن تقام قبل عشرين دقيقة و إذا قيل لهم أو للشبان منهم: الصلاة.. الصلاة ردوا قائلين: توّه أذّن أو دوبو أذن بلغة أخرى!، أما العمالة في الأسواق والمتسوقين من الرجال فقد يتحركون بسياراتهم إلى مواقع أخرى حتى انتهاء وقت الصلاة التي تستغرق أكثر من أربعين دقيقة تكون الأسواق فيها مغلقة والنساء على الأرصفة، منها عشر دقائق قبل الأذان وعشرون دقيقة هي المدة المحددة لصلوات الظهر والعصر والعشاء بين الأذان والإقامة وعشر دقائق لأداء الصلاة، وبدل أن يشجع التنظيم المشار إليه المصلين على ارتياد المساجد والجوامع لأداء الصلاة جماعة، جعلهم الوقت الطويل المفروض بين الأذان والإقامة يتكاسلون عن أداء الجماعة، ولذلك فحبذا لو أن وزارة الشؤون الإسلامية قامت بدراسة هذا الأمر من جميع جوانبه وإعادة النظر في الفترة الزمنية بين الأذان والإقامة وجعلها لدقائق كافية للوضوء وأداء السنن الراتبة، فلو تعود الناس على ذلك فإنهم سيعودون لما كانوا عليه من قبل حيث كان الواحد منهم يتوضأ قبل رفع الأذان بدقائق وينطلق إلى المسجد ويدخله مع رفع الأذان ويصلي الراتبة ويشهد الجماعة مع الناس وكان هذا الأمر موكلا للقائمين على المساجد والجوامع فمنهم من يجعل المدة الزمنية بين الأذان والإقامة خمس دقائق ومنهم من يجعلها عشراً، وكان الذين تفوتهم الجماعة في المسجد المتعجل يصلونها في المسجد المتأخر، مع العلم أنني سبق لي أداء الصلاة جماعة في مساجد موجودة في دول إسلامية في قارتي آسيا وأفريقيا فكان مما لاحظته أن الأذان تعقبه إقامة الصلاة بعد زمن يسمح بركعتين خفيفتين ولذلك وجدت المصلين يتجهون لمساجدهم وجوامعهم قبل الأذان أو مع رفعه، لأنهم تعودوا على أن إقامة الصلاة بعد الأذان بدقائق قليلة فكان ذلك عامل تشجيع لا تعويد لهم على أداء الصلوات جماعة في المساجد والجوامع دون أن يدعوا إلى ذلك بواسطة المكبرات!.

mohammed.ahmad568@gmail.com