-A +A
عبدالرحمن باوزير، سعد الخشرمي (جدة)
A_Bawazier@

salkhashrami@


56 عاماً هي المسافة الزمنية بين إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، وبين بروز أسماء باحثات سعوديات على مستوى البحث العلمي العالمي، في مراكز الأبحاث والدوريات الحصيفة في العالم، إذ اجتزن السعوديات مراحل الدراسة بنجاح وتغلبن على مشاكل الابتعاث، واستطعن حفر أسمائهن في جوانب عديدة خلال نصف القرن الماضي. وتعود تفاصيل القصة إلى بداية ستينات القرن الماضي، إذ أنشأت الحكومة السعودية أول رئاسة معنية بتعليم البنات بميزانية لم تتجاوز الـ4.4 مليون ريال، وبـ15 مدرسة ابتدائية ومعهد معلمات واحد، واستطاعت تلك الرؤية التنويرية تجاوز مناوئي «تعليم البنات» آنذاك، حتى ازدحمت المدارس والجامعات بالطالبات السعوديات.

ومع التوسع الأولي في ابتعاث الطالبات والطلاب السعوديين للدراسة في دول متقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، عادت طليعة المبتعثين برؤى تنموية متقدمة آنذاك، ويرجع عدد من المؤرخين إلى تمكين «التكنوقراط الجدد» من مناصب تنفيذية في الحكومة لمواءمة تطلعات التنمية مع الطفرة النفطية.

مشروع الابتعاث بدأ بالخفوت إبان الأزمة الاقتصادية التي مرت على العالم في نهاية الثمانينات؛ وهي ثاني أزمة يعرفها العالم بعد «الكساد العظيم»، بيد أن التجربة التي يراها السعوديون ناجحة عادت للانتشار على نطاق أوسع، بعد أن فتح الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الابتعاث من جديد بشكل أوسع.

ولا يزال دعم وتمكين المرأة مستمر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

تلك العوامل ساهمت في لمعان أسماء سعودية في خريطة الابتكار والبحث العلمي، وأضحى السعوديون يفخرون كثيراً بأسماء نسائية لمعت في العالم، وباتوا يتداولون قصص نجاحهم على نطاق واسع في مجالسهم ومواقع تواصلهم الاجتماعية على الإنترنت، كـ «سيدة الأعمال ناهد طاهر، وأول امرأة تقود البورصة السعودية سارة جماز السحيمي، وأول عميدة لكلية طب في جامعة الطائف دلال نمنقاني، والرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا المالية رانيا محمود نشار، والمخرجة هيفاء المنصور، وعالمة البيئة الدكتورة ماجدة أبو راس، والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ثريا عبيد، وحاملة ملف رياضة المرأة في هيئة الرياضة الأميرة ريما بنت بندر، وأول امرأة تعين في منصب نائب وزير نورة الفايز.

ورغم كثرة الأسماء النسائية المميزة في الميادين العملية والعلمية، إلا أن «عكاظ» تلقي الضوء على بعض الأسماء اللامعة في بعض الحقول المختلفة، ما يؤكد على جدارة المرأة السعودية.

«سيدات الشورى».. فعالية أضفت حراكا دؤوبا

بدت تجربة المرأة في مجلس الشورى عندما دخلته لأول مرة في دورته السادسة، مغايرة لكثير من التهكنات، واستطاعت عضوات إحداث تفاعل كبير تحت قبة الشورى ومناقشة ملفات غير معهودة داخل المجلس.

دخول المرأة لمجلس الشورى الموصوف بـ«التاريخي» صاحبه زخم كبير في طرح قضايا متعلقة بالمرأة وإصلاح عدد من القوانين واقتراح تشريعات جديدة لتعزيز مكانتها، وبرز تكتل منافح عن حقوق المرأة داخل المجلس، وباتت مواضيع الشورى محل اهتمام في مجالس السعوديين الواقعية والافتراضية.

ورغم صعوبة إطلاق الأحكام على تجربة النساء في مجلس الشورى في دورته الحالية، إلا أن سيدات «شورويات» استطعن إحداث الفارق في الدورة الماضية، بحسب شهادات مراقبين، رأوا في تحركاتهن بداية لتصحيح الصورة الذهنية لدور المرأة في العمل التشريعي.

ووجدت ملفات شائكة طريقاً للمناقشة عبر قنوات «عضوات المجلس الحديديات» اللواتي يعول عليهن عدد كبير من نساء البلاد، فقانون الأحوال الشخصية، إضافة إلى مناقشة حال المرأة في المحاكم والمعاملات الحكومية، ووصولاً إلى مشروع يطالب بأحقية أبناء المرأة السعودية المتزوجة بغير سعودي، للجنسية أسوة بالرجل، واستخراج أوراق ثبوتية لها دون قيود من الرجل، معظمها ترجمت في تحركات تحت القبة بسواعد نسائية.

وتطرقت «سيدات الشورى» خلال الدورة الماضية إلى ملفات التعليم والصحة، إضافة إلى محاولات لتشريع قرارات تنصف المرأة بحسب مقدميها، واستطعن تمرير بعضها تحت القبة، وأخفقن في بعضها، بيد أن الأداء «التشريعي» لبعض العضوات كان محل إعجاب للمتابعين في الداخل والخارج.

ودخلت 30 امرأة مجلس الشورى للمرة الأولى عام 1434، وتضمنت القائمة التاريخية: إلهام حسنين، أمل الشامان، ثريا عبيد، ثريا العريض، الجوهرة بوبشيت، حمدة العنزي، حنان الأحمدي، حياة سندي، خولة الكريع، دلال الحربي، زينب أبو طالب، الأميرة سارة الفيصل، سلوى الهزاع، منى الدوسري، الأميرة موضي بنت خالد، موضي الدغيثر، نهاد الجشي، نورة المبارك، نورة الأصقه، نورة العدوان، هدى الحليسي، هيا المنيع، وفاء طيبة، فردوس الصالح، لبنى الأنصاري، لطيفة الشعلان، مستورة الشمري، منى آل مشيط، فاطمة القرني، فدوى أبو مريفة.

الشعلان.. «السيدة الحديدية» رهان المرأة «تحت القبة»

برزت لطيفة الشعلان في الكتابة الصحفية والعمل الأكاديمي قبل أن تطأ قدماها قاعة مجلس الشورى، وما إن بدأ المجلس أولى جلساته حتى استطاعت أن تكون الرقم الصعب في معادلة «أعضاء القبة». وترى الشعلان أهمية أن تتكامل جهود النساء ضمن العمل الرسمي والمجتمع المدني، في ظل توجه حكومي للتغيير، والأمل أن يحمل ٢٠١٧ قرارات مهمة للمرأة.

وصاحب اسم لطيفة الشعلان الحاصلة على دكتوراه الفلسفة في علم النفس، أكثر الملفات الساخنة والمهمة في روزنامة جلسات قبة الشورى في دورته الماضية، واستطاعت أن تمرر عددا من التوصيات والاقتراحات بمساندة عدد من زملائها في المجلس.

وأمضت حياتها العملية قبل التعيين في مجلس الشورى عضو الهيئة التعليمية في قسم علم النفس بجامعة «الأميرة نورة بنت عبدالرحمن»، إذ تدرجت من محاضر إلى أستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك، وتخصصت بشكل دقيق في علم النفس الإرشادي والصحة النفسية.

وتسلمت الشعلان مناصب رفيعة في الجامعة النسائية، إذ عملت وكيلة لعمادة البحث العلمي للبرامج والتطوير بالجامعة، ومديرة لإدارة التوجيه الاجتماعي والإرشاد الطلابي، ووكيلة لقسم علم النفس، كما أنها مؤسسة لتجربة الإرشاد النفسي عن طريق وسائط الإنترنت.

وتسعى الشعلان إلى إقرار عدد من التشريعات التي ترى فيها إنصافاً للمرأة وإلغاء للتمييز الواقع عليها، وترى أن قيادة المرأة للسيارة، ومنع زواج القاصرات، وتحديد سن الرشد إلى 18 عاماً، وعقوبات التحرش، وتمكين المرأة من صنع القرار، وتقليص البطالة ورفع كل تمييز، تندرج تحت قائمة ملفات «حقوق المرأة».

وتقول الشعلان لـ«عكاظ»: «رغم إيماني بأن قيادة المرأة للسيارة تحتاج إلى قرار سيادي، فإنني لن أتوقف عن المطالبة والعمل على هذا الملف من تحت قبة الشورى».

ورغم رؤية الشعلان لكتاباتها بأنها «بوح»، إلا أن مقالاتها الصحفية لاقت انتشاراً واسعاً في العالم العربي، واستطاعت الكاتبة المتسلحة بالخبرة العلمية والعملية ترجمة رؤاها وآمالها تحت «قبة الشورى» على شكل مطالب واقتراحات وتشريعات.

ولا تزال الشعلان مستمرة في الدورة الجديدة، ويراهن عدد من النساء على «السيدة الحديدية» في حل عدد من الملفات المعلقة.

المنيع.. قارعت الظلام بأدوات «صاحبة الجلالة»

ارتبط اسم هيا المنيع قبل تعيينها بمجلس الشورى في دورته الماضية على إثر القرار الملكي التاريخي، بالهم العام وقضايا المرأة والمجتمع، عبر الكتابة الصحفية بفنونها كافة، إذ إن المنيع اقتحمت «بلاط صاحبة الجلالة» في وقت مبكر عندما كانت «مهنة المتاعب» حكرا بشكل كبير على الرجال، واستطاعت تقلد مناصب قيادية في كبريات المؤسسات الصحفية في العاصمة الرياض، ما جعل اختيارها في المجلس أمرا غير مفاجئ بين الأوساط الثقافية.

وقضت المنيع أعواما عديدة في الركض الصحفي، ويبدو أن المقاربة الرامية إلى أن المنيع تميزت في المجلس بدورته الماضية كونها عمدت إلى طرح القضايا الملحة في أوراق الصحافة، تجد قبولا بين المراقبين، فالمهنة نالت من المنيع حتى بلغت مرتبة المنافحة عن الحقوق في المجلس. المتابع لعمل المنيع يجد أن تحركاتها في مجلس الشورى لم تقتصر على قضايا المرأة، إذ امتدت إلى قضايا حقوقية وخدمية أخرى. وبتفان، استطاعت المنيع برفقة الشعلان وعدد من زملائها عرض قضايا بالغة الأهمية، وتحريك المياه الراكدة، ما جعل اسمها مقترنا بقائمة الفاعلين في المجلس. ومن جامعة الأميرة نورة، تدرجت المنيع في السلك الأكاديمي، إذ بدأت محاضرة في كلية الخدمة الاجتماعية، ثم محاضرة، فأستاذ مساعد في الكلية بعد نيلها درجة الدكتوراه، كما عملت لمدة طويلة مدير تحرير في الزميلة «الرياض»، فعميدة شؤون المكتبات في جامعة الأميرة نورة، حتى توج الأمر الملكي مسيرتها المهنية باختيارها واحدة من الـ30 عضوة في مجلس الشورى للمرة الأولى في تاريخها، لتعود إلى جامعة الأميرة نورة بعد محطة «الشورى».

اختارتها «فوربس» كأشهر امرأة عربية

الهزاع.. بمشرط الطب شرحت ملفات «الشورى»


من تخصصها الطبي، استطاعت الطبيبة السعودية عضو مجلس الشورى في دورته السابقة سلوى الهزاع، تحقيق نجاحات على المستوى الدولي في تخصصها الطبي، ما جعل مجلة فوربس الأمريكية تختارها كإحدى أقوى النساء العربيات تأثيرا عام 2005، لتأتي ذات المجلة بعد عام وتختارها كأشهر امرأة عربية.

حصلت الهزاع على جائزة المرأة العربية المميزة في مجال الطب وخدمة المجتمع عام 2005 من مركز دراسات المرأة العربية بباريس، كما انتزعت الميدالية كعضو تنفيذي للمجلس الدولي لطب العيون، وهي السيدة الأولى والوحيدة التي تنال أعلى مرتبة يصلها طبيب العيون عام 2010. وتوالت الجوائز للهزاع حتى بلغت 75 جائزة دولية بين جوائز التميز على المستوى الإقليمي والدولي.

طلت الهزاع من مجلس الشورى في دورته الماضية بإنجازات مهنية ثقيلة، إذ أثرت المكتبة العلمية بعدة إنتاجات كالموسوعة العالمية عن أمراض العيون الوراثية في المملكة العربية السعودية، وعملت عضوا في مجلس تحرير المجلة الأرشيفية لطب العيون المرموقة التي تصدر بالولايات المتحدة الأمريكية 2005، عضوا في مجلس تحرير مجلة طب العيون في الصين 2006، ونشرت عددا من الأبحاث المحكمة عالميا تجاوزت الـ 55. تقلدت الهزاع العديد من المناصب، ويبدو أن أبرزها بعد عضوية الشورى منصب رئيس واستشاري أمراض وجراحة العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عام 1997، بروفيسور مشارك في طب العيون في مستشفى جونز هوبكنز عام 2003، كبير العلماء الإكلينيكي واستشاري الوراثة بمركز الأبحاث عام 2008، وبروفيسور محاضر بكلية الطب في جامعة الفيصل عام 2011.

العليان.. «المرأة الصلبة» في دنيا المال

«واحدة من سيدات الأعمال الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط».. بهذه الكلمات تعرف مجلة فوربس المرموقة سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان، التي استطاعت تبوؤ مناصب قيادية في المجالات الاقتصادية، كما أنها تعد أول سيدة سعودية تنضم لمجلس إدارة أحد البنوك المحلية عبر طريق الانتخاب، فسيرتها المهنية القوية مكنتها من الانتشار سريع في أروقة المهتمين بالاقتصاد على مستوى العالم.

كانت شركة أسرتها الكبيرة نافذة للبنى إلى الواجهة الاقتصادية على مستوى محلي ودولي، فابنة عنيزة تشغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة العليان المالية التي أسسها والدها بعد الحرب العالمية الثانية بعامين، وتتفرع شراكات العليان لتصل لكبريات الكيانات الاقتصادية الضخمة في العالم، وتمتلك امبراطورية أسرتها التي تلعب لبنى فيها دوراً حيوياً مكاناً مرموقاً في عدد من الأسواق الاقتصادية.

ويبدو أن اختيار مجلة فوربس الأمريكية للبنى العليان واحدة من ثلاث سيدات عرب ضمن قائمة النساء الأقوى تأثيراً على مستوى العالم، لم يكن مفاجئاً، إذ سبق لابنة رجل الأعمال الشهير سليمان العليان، الذي بدأ من عنيزة حتى بلغ «وول ستريت»، أن تكون ضمن قوائم النساء القويات في أكثر من مجلة وموقع اقتصادي عالمي.

أبو الجدايل.. باحثة جادة سطع اسمها في عاصمة الضباب

من بين أسماء السعوديات اللامعات في مجالات طبية، التي لا يمكن للباحث تجاهل إلهام أبو الجدايل، فابنة جدة استطاعت أن تشق طريقها العلمي، وأن تحجز لها مكانا مرموقا في تخصص علم المناعة، حتى أنها منحت براءة اختراع «إنتاج خلايا الأرومة من أجل تجديد النسيج البشري» من قبل حكومات في دول عديدة.

وتتضمن براءة الاختراع إنتاج خلايا الأرومة من أجل تجديد النسيج البشري مثل الدم، التي يمكن استخدامها لعلاج السرطان والإيدز ونقص المناعة الخلقي والكثير من اضطرابات الدم الأخرى مثل فقر دم الخلايا المنجلية، وتتضمن العملية تحويل خلايا بالغ ناضج (إنسان، حيوان ونبات) إلى خلايا أرومة بآلية تفاضل ارتجاعي أو تفاضل عكسي.

في نهاية تسعينات القرن الماضي، برز اسمها باحثة في علم المناعة السريرية، وعلم المناعة التشخيصي، في كلية كنجز في لندن، ومستشفى لندن الملكي، كما استطاعت أن تسجل اسمها ضمن الفريق البحثي بجامعة كامبريدج العريقة، وأدارت شركة تريستم بالولايات المتحدة الأمريكية.

وبدأت أبو الجدايل دراستها الجامعية في عاصمة الضباب، ونالت البكالوريوس في علم أحياء الخلية مع علم المناعة من كلية كنجز في لندن -جامعة لندن، وحصلت على الدكتوراه في علم المناعة من كلية كنجز في لندن ومستشفى ميدلكي في نهاية الثمانينات الميلادية.

لتعود أبو الجدايل محملة بالعلم والتجربة، وكذلك الأحلام الكبيرة لخدمة وطنها، وعملت بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة في جدة استشارية مناعة في شعبة علم الأمراض لمدة خمسة أعوام، كما أشرفت على برامج عضوية الكلية الملكية لعلم الأمراض والدكتوراه في المستشفى، ونشرت عشرات المقالات تضمنت أوراقا وملخصات في مجلات مراجعة من قبل النظراء 1982-1984، بحسب إثنينية عبدالمقصود خوجة.

غادة المطيري.. ابنة «الصحراء» التي منحت الخلايا ضوءها

تبدو هادئة الملامح، وصوتها ذو أصالة تقتبس من الصحراء سكونها، إذ استمدت من مسقط رأسها العاصمة الرياض كل معطياتها في العام 1982. لم يكن ظهور الدكتورة غادة المطيري بين هذه الرمال بسهولةٍ، إلا من خلال أبيها الدارس لإدارة العدالة، وأمها الكيميائية نجاة المطيري المولودة في العاصمة السورية (دمشق)، التي كانت مصدر إلهام لابنتها غادة، إذ قالت في حوار سابق عبر «عكاظ»: «أهم دافع لي منذ أن كنت في المهد هي والدتي التي كانت وما زالت هي الإلهام الأكبر بالنسبة لي».

تشكّلت المطيري في العاصمة السعودية في مراحلها الدراسية الأولى، لتستكمل طموحها التعليمي. انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الكيمياء في جامعة أوكسيدينتال بمدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا عام 2000، دون أن تحصل على بعثة «لقد قمت بالمحاولة أكثر من مرة ولأكثر من جهة وقيل لي إن المنح لا تقدم لطالبي الشهادات في تخصصات الكيمياء والهندسة الكيميائية». ومن ثم تخصصت بعد تخرجها في الكيمياء الحيوية لتنال درجة الماجستير من جامعة بيركلي في ذات الولاية.

وفي عام 2005، حصلت ابنة الرياض على منحة دراسية لدراسة الهندسة الكيميائية، إذ حصدت شهادة الدكتوراه، وتداولت الأوساط الأكاديمية والعلمية أبحاثها، ما دعا الجامعات الأمريكية إلى التسابق في الحصول على أبحاثها.

وفي عام 2011 بمدينة سان ييجو، ترأست المطيري مركزاً للأبحاث في جامعة كاليفورنيا، ما دعا مجلة العلوم الحيوية إلى انتخابها لعضوية الجمعية الكيميائية الملكية البريطانية.

ونالت المطيري شهرتها منذ أن اكتشفت رقائق «الفوتون» التي تعمل على تسهيل دخول الضوء إلى الخلايا دون اللجوء إلى عمليات جراحية معقدة، مساعدة في التحكم في أعضاء داخل الجسم، ما علّق آمال الكثير من المرضى على اكتشافها الذي يعد فريداً من نوعه.

وحصدت المطيري نظير أبحاثها العلمية جوائز عدة، منها «المبتكر الجديد» من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، و«جائزة مجلة الكيمياء»، و«جائزة مؤسسة فارما»، وفي «جائزة الباحث الشاب من كونغرس الحيوية العالمية»، و«جائزة الإبداع العلمي من منظمة HEN».