-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
هذه الأيام ما شاء الله تبارك الله، اللهم لا حسد عاد الناموس وهو في كامل صحته ونشاطه وقد باشر الدوام بعد إجازة ليست طويلة حرصا من حضرته على مصالح جماعته وأقاربه من الناموسيين والناموسيات حتي لا تزعل علينا السيدات ويتهمننا بعدم إعطاء النساء كامل حقوقهن، مع أنه من المفترض أن نقدمهن أولا، لأن المسألة فيها قرص والرجال يحسنون الهبش، ولكن لا يمكن أن يتفوقوا في القرص، وإن كانت النساء من بني آدم يقرصن الإذن والقلب أحيانا، ولكن نساء الناموس يضربن في كل اتجاه ولا يهمهن صغير ولا كبير فقران ولا (غنيان) أبو مرتبة متدنية (سفنج) أو أبو معالي أو أم علي، فسيدات المجتمع الناموسي يقرصن في كل جثة، ولا يتركن أي «حتة». طبعا ما لنا حيلة شئنا أم أبينا، إلا أن نستسلم أمام قدرات هذا الناموس، وأن نجعله يمتص ما شاء من دمنا بنفس راضية، لعله ينوبنا ثواب «ما أحلاكي يا غصيبة»، طالما أننا لم نستطع ردعه نحن أو أي قوة مسؤولة في المدن، فبالتالي «ليه العصعصة والممانعة خليه يقرص ويعني من زين دمنا»، يمكن نعديه ببلادة قلوبنا وضعف همتنا وتردي أدائنا، فإذا تمت العدوى، فحينها لا نحتاج لمبيدات ولا نشيل هم، من أين سيقرص كتفنا؟ ولا أي مطرح في جسمنا، لأن الناموس أصلا يعرف من أين يشرب الدم، ولكن ربما بعدما نال شرف شفط دمنا بملء إرادتنا وبحكم كما أسلفنا دمنا صار ثقيلا، فأكيد حيصبح بدلا أن يسمونه أبو منقار حديد، أكيد سيلقب بالناموس البليد، لكن اللطيف في الأمر أن ناموسة قعدت تزن عند رأسي، فسألتها ما بالك أيتها البرنسيسة لا تقرصيني وننتهي فردت أحب «أتريق» عليك فاكر حضرتك عندما كتبت العام الماضي تتهكم علينا وتقول ناموسنا غير من باب «الضحوكة»، وكذا الاستعداء علينا ماذا أفادك؟ هذا الموضوع هل تغير شيء خلي الذين خاطبتهم ينفعوك، أحب أحذرك أن كل قبائلنا وعلى جناحهم شيخنا نويميس بن نويمس آل نمسان النويمسي شايلين عليك حملة، وحالفين إن لم تعتذر لهم بمقال يرضيهم فإنهم سيأخذون ثأرهم منك ورجال العلوم الغانمة ما يضيع لها حق، أما أنا ولا أحد يدري (الناموسة تتكلم) وبحكم أنك صرت أخي بالدم، لأن جدتي قرصتك العام الماضي، وتركت في وصيتها اسمك ووصت أن لا نمسك بسوء، لذا ولأجل القرص والدم الذي بيننا أحببت أن أبلغك. سألتها من باب الفضول طيب آل ناموس ما هم خايفين من المسؤولين عن المكافحة قالت آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه «لو عملوا حساب العصافير ما زرعوا الدخن»، بيني وبينكم خفت جدا وها أنا أكتب هذا المقال لكي أعتذر لكل ناموس وناموسة عن ذلك المقال، وأبرأ منه وكانت غلطة «ومش حتعود»، وبعدين من سيوقف معي لو تكالب عليّ ناموس جدة كله، لأنه أصلا ناموس حارتنا ما «قويناه». وصدقوني لن ينفعني لا مجلس بلدي ولا بلديات ولا هم يرشون ولو مبيدات العالم كلها تشددت لهم. أكرر اعتذاري بشدة وبشدتين وبسكون، وبكل كلمات الندم على غلطتنا الفادحة التي مست مشاعر ناموسنا الحبيب. وتحياتي لأحفاده القادمين من الخلف ومرحبا ألف. اقرص أنت في جدة.