-A +A
عبده خال
أكبرت مواساة الأمير فيصل بن بندر أمير الرياض لأسرة الفنان ناصر القصبي في تقديم واجب العزاء، والإكبار لأنني أعلم تماما أن الفنانين لدينا يجدون صعوبة بالغة في حياتهم الاجتماعية، ولا أخفي سرا إن قلت بأن كثيرا من المسؤولين يمتنعون عن أداء واجب العزاء أو مشاركة الفنانين في أفراحهم، إذ تم تأسيس قاعدة مرعبة في ذهنيات المسؤولين تحذرهم من تلك المشاركة خشية من غضبة المجتمع لذلك المسؤول وفي الحقيقة غضبة التيارات المتشددة وليس المجتمع.

وقد شاهدت الكثير من المناسبات التي يمتنع فيها المسؤول عن الظهور في وسائل الإعلام بأنه شارك هذا الفنان أو ذاك، سواء في عزاء أو فرح.


والفنان يتلقى تناقضات الناس، إذ يشجعونه سرا ويحجمون عنه جهرا، وهذه إحدى المسببات التي أدت إلى انفراد التيارات المتشددة في تفسيق الكتاب والفنانين والممثلين والتجرؤ عليهم.

وفي وسائل التواصل الاجتماعي هناك لوبي ضخم يسدد سهامه على من يجده غير منسجم مع أهداف تلك الجماعات فيتم تصفية الكتّاب والفنانين بمفردات وقذع يصل إلى القذف من غير أن تقوم أي جهة ومنها حماية الجرائم الإلكترونية من التدخل في هذا الأمر.

وفي اليومين الماضيين ظهرت أصوات شديدة الكره لكل ما هو فني، وانصبت الكلمات البذيئة من أفواه بشر ليس لهم أي علاقة بالإنسانية حينما أعلن عن وفاة والد ناصر القصبي. كانت قلوبهم تنتح بعد أن ملئت بتشددها فلم يعق ذلك التدفق حالة وفاة تستوجب طلب الرحمة أو كلمات المواساة.

والفنانون بجميع حقولهم يمثلون القوى الناعمة لأي بلد، فما بال المسؤولين يعرضون عن هذه القوى، أو لماذا يشجعونهم سرا ويعلنون السخط عليهم جهرا.. هل ينفع العتب أم يمكن تحميل هذه المقالة السخط في العلن.