-A +A
عبدالله عمر خياط
.. الأسبوع الماضي انتقل إلى رحمة الله صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل بن عبد العزيز، رجل الاقتصاد الأول في المملكة.

وتأتي كلمتي هذه متأخرة أسبوعاً وذلك لتنويمي بالمستشفى من أثر مرض عضال ألم بجسدي وقد أعانني الله عليه بعد أن قضيت أسبوعاً كاملاً تحت العلاج وعُدت إلى أحبائي بسلامة الله وحفظه.. فمعذرة على هذا التأخير!


واليوم وأنا أكتب عن هذا الرجل الكريم المحب لوطنه أوجز لكم بعضاً من المناصب التي تقلدها – رحمه الله – والأعمال التي قدمها لمواطنيه.

.. في بداية حياته العملية عينه والده جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز – تغمده الله بواسع رحمته – رئيساً لمطار الرياض القديم لمدة تسع سنوات، ثم عينه – رحمه الله - وكيلاً لوزارة الخارجية لمدة أربع سنوات.

والأمير محمد الفيصل صاحب فكرة مشروع جلب جبال الثلج من المحيط المتجمد الجنوبي إلى المملكة العربية السعودية. فقال له الملك فيصل: يا ابني الله يرضى عليك لو وصلت جبال الجليد إلى جدة ولم تذب في الطريق فإنها حال وصولها إلى جدة ستذوب وتغرق جدة.

وفي عام 1396هـ تولى منصب رئيس الهيئة العامة لتحلية المياه المالحة في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله -.

وبعد تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل محافظاً للمؤسسة العامة لتحلية المياه قام بإنشاء محطة كبرى في جدة، ثم محطة أخرى في الوجه على ساحل البحر الأحمر، ثم التوسع في التحلية فأنشئت محطة في ينبع وصلت مياهها إلى المدينة المنورة.

وهنا أذكر موقفاً طريفاً فعند الاحتفال بوصول مياه التحلية من ينبع إلى المدينة المنورة برعاية الملك خالد – رحمه الله - تقدم السيد أحمد عبد الوهاب على غير عادته أثناء التقاط الصور فتعجب الملك خالد وقال: إيش بك خالفت العادة؟ فقال: يا طويل العمر هذه صورة للتاريخ أن تصل مياه البحر الأحمر إلى المدينة المنورة في عهدكم الميمون.

ثم أنشئت محطة كبيرة في المنطقة الشرقية، ثم محطة ضخمة في الجبيل تشرب منها مدينة الرياض، كما أضيفت محطات في جدة والشعيبة لتغذية مكة المكرمة والطائف إلى جانب الاستفادة من الطاقة الكهربائية لزيادة الإنتاج الكهربائي في منطقة مكة المكرمة.

وبعدما تحققت أحلامه في مؤسسة التحلية طلب الأمير محمد تقاعداً مبكراً من العمل واشتغل بعدها في تأسيس أول بنك إسلامي وكان هو الرائد في هذا المجال الذي توسع بعد ذلك.

والآن وقد رحل عنا سمو الأمير محمد الفيصل تاركاً من خلفه سجلاً مشرفاً من الأعمال الخيرية التي أفادت البلاد والعباد نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته وأن يلهم الجميع الصبر وجميل العزاء «إنا لله وإنا إليه راجعون».