-A +A
سعيد السريحي

@Saidalharbi



قبل سبع سنوات شعرت أمانة جدة بما كان يشعر به سكان حي طيبة شمال جدة، وذلك حين كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية على نحو يستحيل معه تجفيف المستنقعات أو حماية أساسات المباني من التآكل.


اطمأن سكان حي طيبة، والذي لا يزالون يسمونه بحي الرحيلي، حين وزعت عليهم اللجنة التي تفقدت الحي بعض المسكنات التي حملت لهم وعدا بوضع حل سريع لمشكلة الحي ومعالجة عاجلة لمشكلة ارتفاع مستوى المياه الجوفية فيه، وكادوا لا يصدقون عيونهم حين رأوا بعد أشهر قليلة معدات ضخمة تحتل الشارع الرئيسي في الحي وتحفر حفرا واسعة وعميقة لامتصاص المياه الجوفية تمهيدا لربطها بشبكة تتخلل الحي للصرف الصحي، غير أن أمانة جدة لم تلبث أن اختطفت فرح سكان الحي وتناست وعودها لهم بالحل العاجل وذلك حين توقف المشروع وبقيت تلك الحفريات العميقة تعيق حركة المرور حينا وتتسبب في حوادث مميتة حينا آخر، وكانت الأمانة تحمل كلما سأل سائل أو وقعت كارثة وعودا جديدة بمقاول جديد ينهي ذلك المشروع الذي بقي معطلا فترة تجاوزت السنوات الخمس.

قبل أسابيع أفاق سكان الحي على حركة وعمال حول المشروع المعطل واستعادوا شيئا من الأمل غير أنهم ما لبثوا أن اكتشفوا أن ما تقوم به الأمانة إنما هو دفن تلك الحفريات وطمر المشروع وإعادة سفلتة فوهات الحفر وفتح الشارع ثانية ويا دار ما دخلك شر... ويعلم الله وحده متى سوف تعود الأمانة كي تحفر تلك الحفر مرة أخرى وتستكمل مشروعها الذي قالت للناس إنه يمثل حلا عاجلا لإنقاذ الحي من المياه الجوفية وصدقها الناس الذين أصبحوا يرددون: إكرام المشروع الميت دفنه.