شاب سعودي يبيع الشاي على ممشى مخصص لممارسة الرياضة في جدة.  (تصوير: أحمد المقدام)
شاب سعودي يبيع الشاي على ممشى مخصص لممارسة الرياضة في جدة. (تصوير: أحمد المقدام)
-A +A
«عكاظ» (جدة)
okaz_online@

كسر الشباب السعودي أخيرا الصورة المغلوطة التي ظلت عالقة في أذهان الكثير بأنهم شباب «كسالى»، فلم تعد تدخل محلا تجاريا إلا وتجد شابا سعوديا نفض الغبار عن ساعديه وراح يعمل بجد، بعيدا عن هموم الوظيفة، كما أنك لن تتعب كثيرا إذا ما فتشت عن شاب سعودي يعرض بضاعته في طريق عام، كبداية لشق طريق طويل نحو العمل الحر.«عكاظ» التقت عددا من الشباب الطموح الذي أودع شهادته أدراج الكسل، وراح يفتش عن رزقه في البيع والمهن الشاقة، فهو أصبح أكثر إدراكا بأهمية العمل الحر، الذي سبقه عليه الكثير من الأثرياء الذين بدأوا حياتهم العملية بأعمال مهنية بسيطة، وبيع بعض المنتجات الرخيصة إلى أن تحولوا من مشاهير عالم الأعمال.


وجدناهم يتنافسون في العمل على شاحنات نقل السيارات المتعطلة، ووجدناهم يسابقون الوافدين في العمل على سيارات الأجرة، كما رصدنا الكثير من الخريجين الجامعيين يعملون في مشاريع صغيرة خاصة، تاركين الوظائف للباحثين عن الدخل المحدود، فيما تجاوزت تطلعاتهم عنان الثراء، جازمين بأن رحلة الألف ميل نحو المال تبدأ بخطوة.

السعوديون الآن أصبحوا أكثر يقينا بأهمية العمل الحر، وشق طريقهم حتى لو كان الأمر يتطلب خوض المهن الشاقة والعمل في الشمس الحارقة، مقدمين أنفسهم نماذج مشرقة تتطلع نحو الغد، ولم يكن ذلك الطموح حكرا على الشباب بل حتى الفتيات يفتشن عن أعمال جديدة، وعملن في أماكن لم تكن الفتاة ترضى بالعمل فيها سابقا.

ليؤكدوا للجميع أن العمل لا يحتمل كلمة العيب، والطموح لا يرتهن للعجز والكسل، وأن النظرة السابقة يجب أن تتغير، والصورة الذهنية العالقة في أدمغة الكثير ما هي إلا كذبة أطلقها المجتمع عليهم وصدقها، مطالبين في الوقت ذاته بمساعدة المجتمع لهم، ومؤملين دعم الجهات المختصة لطموحاتهم، فهم بحاجة لمزيد من الدعم، بتطبيق قرارات السعودة في الكثير من المهن التي أصدرت قرارات بسعودتها ولم تطبق، والبحث عن مجالات أخرى وفرض السعودة فيها، فلم يعد الشاب السعودي يمتنع عن تحقيق آماله.