عبدالإله فهد
عبدالإله فهد
خصصت المملكة للائتلاف السوري حصة 15 ألف حاج للحج القادم. (أ. ف. ب)
خصصت المملكة للائتلاف السوري حصة 15 ألف حاج للحج القادم. (أ. ف. ب)
-A +A
حاوره:عبدالرحمن باوزير (جدة)
كشف الأمين العام للائتلاف السوري المعارض عبدالإله فهد وجود تنسيق بينهم وبين السعودية في ملف حجاج بلاده لضمان عدم تسلل عناصر إرهابية للداخل السعودي تحت «مظلة الحج»، موضحاً أن السعودية خصصت للحجاج السوريين 15 ألف حاج في الموسم القادم. وأكد فهد، الذي يزور السعودية لمناقشة ترتيبات الحجاج السوريين في حوار مع «عكاظ» أمس الأول، دعم المملكة للحجاج السوريين، رافضاً التهم التي تشير إلى انتفاع «الائتلاف السوري» من ملف الحج، والانتقائية الطائفية للحجاج. وقال فهد من قصر المؤتمرات في جدة أمس الأول: إن الائتلاف لا يمكن له أن يسيس ملف الحج، ولا ينظر إلى الراغبين في الحج على أساس طائفي، مستشهداً بقدوم آلاف الحجاج العام الماضي من دمشق عبر بيروت. وتطرق فهد إلى مباحثات الأستانة، ووضع المقاتلين الأجانب في سورية، إضافة إلى الجماعات المتشددة التي تقاتل بجانب المعارضة، وشدد على ضرورة أن تنضوي كل الجماعات تحت «مطالب الثورة»، وأن «من يرفع أعلام وشعارات خارج الثورة، فهو خارجها فعلاً»، فإلى نص الحوار:

• التقيتم مسؤولين سعوديين في وزارة الحج والعمرة لبحث ترتيبات الحجاج السوريين، ما أبرز ما تم في اللقاء؟


•• في البداية أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، وولي ولي العهد على ما قدموه للشعب السوري، وهذا ليس غريبا على المملكة قيادة وشعباً. سبب زيارتنا تكمن في توقيع العقود لموسم الحج القادم، كانت هناك لقاءات كثيرة مع مسؤولين سعوديين في وزارة الحج، وأثنى المسؤولون على البعثة السورية لأنها كانت الأفضل في البعثات الإسلامية، كونها قدمت خدمات بأسعار رمزية.

• ماذا تم بخصوص الأعداد؟

•• كما تعرف خفضت الأعداد في حج 1433 إلى نحو 20% بسبب مشاريع التوسعة، وفي 1434 دخل الائتلاف بـ12 ألف حاج، وصدر أمر من جهات عليا بإعادة الأعداد إلى وضعها الطبيعي، وتم اعتماد 15 ألف حاج، رغم أن العدد الحقيقي ضمن اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي 22 ألف حاج سوري، أخذنا الأمر بإيجابية وطالبنا بعودة العدد إلى الرقم السابق، وكان تفاعل السعوديين إيجابياً، وما زلنا في طور المباحثات.

• تتولون ملف الحج للحجاج السوريين، هل ما زلتم على محطات عملكم السابقة أم طرأ تغيير؟

•• ما زلنا متواجدين في مصر، تركيا، لبنان، والأردن، ولدينا حجاج من الداخل، وآخرون في دول الجوار من المهجرين.

أولويات طلبات الحج

• عادة كيف تجري حسبة أولوية قبول الطلبات من راغبي الحج في سورية؟

•• يتقدم راغبو الحج إلى المكاتب الموجودة في أربع دول، وتوجد معايير، نأخذ في الحسبان الحج في العام الماضي، إضافة إلى العمر، حتى نصل إلى العدد المخصص لنا، لا يوجد لدينا توجه أن يكون من تركيا أكثر من لبنان، المسألة تعتمد على نسبة وتناسب حول أعداد السوريين الموجودين في كل بلد.

• توجه اتهامات ضد الائتلاف منذ تسلمه ملف حجاج سورية، بالإقصاء الطائفي المباشر، لماذا تميزون طلبات الحج على أساس طائفي؟

•• الأكيد أنه لم يرد في يوم من الأيام فكرة تسييس ملف الحجاج السوريين، سياسياً أو طائفياً وهذا الكلام قطعاً غير موجود، وعلى العكس تماماً في العام الماضي كان عدد كبير من الحجاج من الداخل السوري ومن دمشق، ويوجد آلاف أتوا من دمشق إلى الحج عن طريق بيروت.

لا ننظر إلى الطائفة، ملف الحج لا يمكن أن يسيس ولدينا أدلة كثيرة، ويوجد آلاف أتوا من منطقة «سيطرة النظام».

• توجد مخاوف حقيقية من تسلل عناصر إرهابية ضمن بعثة الحج السورية، كيف تضمنون عدم حدوث خروقات في عبور إرهابيين إلى المملكة تحت مظلة الحج؟

•• بداية نأخذ أسماء الحجاج ونقوم بالتدقيق ضمن برامج مطورة في هذا الأمر، ثم نأخذ البصمة على كل شخص يريد الحج، ونرسل الأسماء إلى المملكة قبل طلب التأشيرات، ويوجد تنسيق كبير مع السعوديين، ومن ثم تأتي الموافقة، ونبدأ بإجراءات التأشيرات، لا أعتقد أن هناك مشكلة، ولم تحدث أي مشكلة على هذا النحو خلال الأعوام الماضية.

• نفهم منكم أن الجماعات المصنفة في السعودية ضمن قوائم الجماعات الإرهابية لن يكون أفرادها ضمن الحجاج؟ أعني هنا جبهة «النصرة» و«داعش».

•• أبداً لن يكون، ويوجد تنسيق مستمر مع الجانب السعودي.

«التنفع» من الحج

• بالعودة إلى الاتهامات، هل يتنفع الائتلاف السوري من ملف الحج مادياً؟

•• لم يدخل قطعاً ليرة واحدة أو ريال كمورد استثماري من الحج إلى الائتلاف أو أي مؤسسة من مؤسسات المعارضة، ومن لديه الوثائق أو الأدلة التي تؤكد عكس ذلك نحن مستعدون للجلوس معه، تكلفة الحج السوري في 2011 كان يعادل 2050 دولارا، والآن لم يتغير السعر رغم أن تغييرات كثيرة طرأت على الخدمات، الآن لا يوجد حجاج سوريون يسكنون في أسطح ومنازل، الكل يسكن في فنادق وخيم مجهزة، حتى إن المسؤولين السعوديين لا يظهرون لنا أي شكوى للحج السوري، وذهلوا من الخدمات التي نقدمها دون رفع الأسعار.

Blacklist

• هل قدمت السعودية قائمة أسماء ممنوعة من الحج، كما يزعم البعض؟

•• أبداً لم تقدم المملكة أي تحفظ على أحد، ولا خطوط حمراء لنا، والشواهد كثيرة.

• سياسيا، خروج الائتلاف والهيئة التفاوضية من تمثيل المعارضة في مباحثات الأستانة، هل يشي بتهميش دوره وفاعليته على الميدان؟

•• لا يزال الائتلاف هو الممثل الشرعي للشعب السوري باعتراف الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، في مؤتمر الرياض تم التوافق على إنشاء الهيئة العليا للمفاوضات ويكون التمثيل فيها أكبر، الهيئة العليا للمفاوضات خاضت جولة (جنيف3)، وهي تتابع الإجراءات بشكل دقيق، ما دعي إليه في الأستانة لم يكن لتهميش الائتلاف والهيئة العليا، لا بد أن نفصل بين الاثنين، المفاوضات في الأستانة هي ضمن وقف إطلاق النار، أما الملف السياسي فبقي في جنيف، ولا يمكن أن يكون التمثيل إلا للهيئة العليا، الآن ما يجري ليس له علاقة بالمفاوضات السياسية، هي مفاوضات عسكرية معنية بتثبيت وقف إطلاق النار، وبعض الأمور الأخرى التي تتعلق بالجوانب اللوجستية على الأرض.

• أما زلتم متمسكين بمخرجات (جنيف1)، خصوصاً أن الخريطة السياسية والمواقف الدولية بدأت تتغير؟

•• هذا ليس من حقنا أن نتهاون فيه، هذا قرار أممي قبل به الشعب السوري على مضض، مع أن المخرجات لا تلبي مطالب الشعب السوري، الثورة خرجت ليست للمشاركة مع النظام في حكومة وحدة وطنية، مع ذلك الشعب السوري قبل ببيان جنيف، ولا نستطيع أن نتساهل في هذا الأمر.

«كلام إعلامي»

• من خلال تتبع تصريحات الأتراك مع التقارب الروسي، يوجد تغير في اللهجة التركية حول مصير الأسد، كيف تنظرون إلى تصريحات حلفائكم؟

•• يجب المراعاة والنظر بجدية وعمق في أن لكل دولة مصالحها وسياساتها، ولا نستطيع الدخول على كل دولة وفرض مواقفنا عليها وتغيير سياساتهم، المهم أننا نسمع خطابات إعلامية، ولكن حينما نجلس مع الحكومة التركية يؤكدون لنا دعمهم لقرارنا، وكل التصريحات تبقى «كلاماً إعلاميا»، ولم نصل إلى نتيجة حقيقية لنرى من تراجع ومن تقدم، لا يمكننا أن نتراجع عن رحيل الأسد وليس من حقنا أن نتراجع، ومن يريد ذلك فهو يضيع حق السوريين ونصف مليون شهيد والمغتصبات والمعتقلين، وهو ليس خياراً للمساومة.

• كيف هي علاقتكم اليوم مع السعودية، في ظل الوضع السياسي الراهن في سورية؟

•• قبل فترة اجتمع العاهل السعودي مع رياض حجاب، واجتمع حجاب أيضاً بالمسؤولين السعوديين، وفي النتيجة حجاب يمثل فريق المفاوضات والائتلاف، أرى أن الملف لا يزال في اهتمامات السعوديين، وما زالوا داعمين للشعب السوري وبقوة.

• يوجد دعوات في الداخل السوري لاندماج الفصائل المسلحة، مقابل مخاوف إقليمية من نتيجة الاندماج، أعني هنا جبهة النصرة في أدلب، يبدو أن ثمة تراشقا بين الجبهات، كيف تنظرون إلى هذه الدعوات، وما هو معوق الاندماج؟

•• هذا شأن داخلي بين الفصائل، لا أريد أن أخوض فيه كثيراً، لكن لابد من توحد الفصائل تحت أهداف وشعارات الثورة، ومطالبها، ليس من الصحة أن تبقى فصائل وحركات ترفع أعلام ومبادئ خاصة بها، هذه ليست من مطالب الثورة وليست منصفة للشعب السوري، اليوم نحن لا يمكن أن تكون هناك مشاريع سياسية سوى مشروع الثورة السورية، وكل من يبقى خارج الإطار فهو خارج الثورة.

المقاتلون الأجانب

• هنا إجابة على سؤال يدور في أذهان الكثير، ماذا عن الدعاة المتشددين والمقاتلين الأجانب، كيف تنظرون لهم وهم مطاردون من بلدانهم ويشكلون حالة تشدد وتطرف؟

•• أعتقد أن الموضوع يناقش في كثير من الأوقات، ولا أريد أن أتحدث عن الموضوع بشكل مباشر، لأن لي زملاء يتابعونه بشكل دقيق.

• هذا الملف ألا يحرجكم دولياً؟

•• أعتقد أن الشعب السوري أكبر من ذلك بكثير، بالتأكيد من أساء لهم سوف يحال إلى المحاكمة والحساب، ومن وقف معهم سوف ينظر في وضعه، لم نخرج إلا لأننا ظلمنا ولن نقبل بالظلم مرة أخرى ولا على غيرنا، من تورط وأجرم فسوف يحاسب، وغير ذلك فهي أمور تفصيلية ولها حلول.

• اليوم يقف عبدالإله فهد في منصب رفيع بالائتلاف السوري، في 2013 كانت لديك انتقادات قاسية للائتلاف، هل تغير فهد أم تطور الائتلاف؟

•• 2013 اختلف كثيراً عن اليوم، كان الصراع بيننا وبين النظام، اليوم الصراع مع دول عظمى على رأسها روسيا، ودخلت إيران في 2013 لمنع سقوط الأسد، كان على وشك الانتهاء، في حينها كنا مصرين على عدم الذهاب إلى جنيف، إلا بضمانات، وذهب زملاؤنا دون ضمانات وكانت الانتقادات في هذا المنحى، وحتى الآن أنا مقتنع أنه لو لم يذهب لكانت الأمور أفضل سياسياً.

• ما الذي سيتغير لو لم يذهب الائتلاف إلى جنيف؟

•• كان واضحا أن هناك زخما دوليا كبيرا بالذهاب، ولكن لم نفض إلى أي نتائج إيجابية، لو لم نذهب إلا بضمانات لكان في حينها الأمر منتهيا، الآن بات الأمر معقدا جداً، روسيا في سورية بأسطول بحري وطائرات، وإيران بميليشيات طائفية قدمت من إيران والعراق وأفغانستان وبات الوضع معقدا.