-A +A
حسين هزازي (جدة)


الشجاعة التي طبقها العريف جبران عواجي صباح أمس في مواجهة الإرهابيين كرست القاعدة القائلة: «الحذر ليس بجبن، والتهور ليس بشجاعة».


وجسد عواجي قدرة رجل الأمن في المراوغة وسرعة المداهمة، متكئا على التدريبات التي تلقاها ضمن عمله في شرطة الرياض، ليصوب بمسدس لا يحوي سوى 15 طلقة الرصاص على أخطر الإرهابيين فيرديهما قتيلين، ليكون شارع 105 في حي الياسمين بالرياض، شاهدا على شجاعة أحد رجال الأمن الأوفياء، مخلدا فيه سجلا ناصعا يستحق التقدير.

«عواجي» الذي يعمل في القطاع الأمني منذ نحو 14 عاما، ويعتز ويفخر بخدمة الوطن وقيادتنا الرشيدة، ظهر في مقطع بطولي ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يقف بمسدسه صامداً أمام الإرهابيين «المدججين» بالأسلحة من الرشاشات والأحزمة الناسفة.

حكى «مقطع الفيديو» كيف كان البطل عواجي ينتظر بحذر أمام الدورية، وكيف بدأ المشهد باقتحام أحد الارهابيين الدورية وهما يطلقان النيران، فقلبت بطولة عواجي المشهد في ثانية واحدة «رأساً على عقب»، إذ باغت الإرهابيين مع ما يحملانه من رشاشات وأحزمة ناسفة وقنابل، فيما لم يكن بحوزته سوى مسدس واحد فقط، ليبدأ في مواجهتهما وينجح بدقة التصويب في القضاء عليهما في أقل من دقيقة، ليحسم المعركة ضد الأشرار ويقي حيا بأكمله من ويلات استخدام الأحزامة الناسفة.

والملفت للنظر أن عواجي في مواجهته البطولية تلك لم يشعر بنزيف رجله المصابة إلا بعد انتهاء المواجهة، ليجد نفسه مصابا بشظايا في فخذه، إلا أنه بفضل من الله تعالى كانت حالته مستقرة، ليكتفي بعدها بالقول: «قمتُ بواجبي لخدمة ديني ووطني، هذا واجبنا نحن رجال الأمن، ونحمد الله على نجاح العملية الأمنية، وإفشال المخططات الإرهابية».

هكذا وقف البطل عواجي يصد كيد الكائدين وشر الأشرار، مؤكدا أنه أحد افراد قوات أمننا البواسل، الذين يضحون من أجل الوطن ويواصلون حفظ أمنه من كل العابثين.

ولا شك أن الرجال الأشاوس لا يعرفون إلا في المواقف الكبيرة، وفيها تتجلى معادنهم التي تعبر عن أصالتهم وقيمهم وقبل ذلك عقيدتهم، ليثبتوا بكل جدارة واقتدار شجاعتهم في مواجهتهم للأعمال الإرهابية الدنيئة الآثمة، وبأنهم كانوا وما زالوا وسيبقون شوكة في نحور كل معتد آثم على وحدة وطننا الغالي واستقراره وأمنه ودينه قبل أي أمر.