-A +A
علي محمد الرابغي
لم يكن غريبا ولا مدهشا فقط تلك الهالة المشعة التي ملأت سماء جدة بل تخطته إلى العالمية إلى أوروبا.. وكل مكان يصله إرسال القناة التي فازت بقصب السبق في نقل أحداث هذه المباراة.. كانت نجوم السماء تتلألأ في سماء جدة وكان نجوم الاتحاد يرسمون على الأرض لوحات فنية فيها الإبداع وفيها التجلي وفيها تجسيد روح الولاء والقوة والثقة الإيمانية بالذات.. الأمر الذي أكد أن وراء هذا الجهد أناسا مخلصين وضعوا حجر الأساس لهذا النادي منذ 90 سنة.. وقد ران على الاتحاد فترة من الجمود وفقدان الهوية.. عاد أحمد مسعود في الكرة الثانية فكانت هذه الوثبة العملاقة التي وفق فيها لاختيار هذا المدرب الذي استطاع أن يفيد وأن يخلق من اللاعبين فريقا متميزا.. سخر قدراته وإبداعاته في جماعية تذكرنا بالفريق الإسباني (برشلونة) فثلاثي الهجوم فهد المولد والعكاشي وكهرباء تماما يلعبون نفس الدور الذي يلعبه سواريز وميسي ونيمار ومن خلفهم فهد الأنصاري وباجندوح وفيلانوفا وبقية الزمرة المنتقاة من اللاعبين.

90 عاما تاريخ احتفل به الاتحاد:


كان من حق الاتحاد أن يؤرخ لهذه الحقبة ويربط ماضيه بحاضره ومستقبله.

الاتحاد الروح القتالية والإبداع:

أعاد نجوم الاتحاد للأذهان لمحات من تاريخ الكرة السعودية والتي نشط فيها الاتحاد وكان نجمها واستطاع الفريق الحالي وعلى يد مدربه وبقدرة إنسانية إيمانية من الراحل أحمد مسعود أن يصنع من الفريق فريقا متجانسا أحيا موات شعبيته فانتعشت الجماهير وضربت المثل الأعلى في حضورها وفي أسلوب تشجيعها حتى أن بلغ الأمر بها إلى أن تحول الهزيمة إلى نصر.

الاتحاد الجديد:

بلغ من تفوق الاتحاد ووصوله إلى درجات متقدمة أن شهد له المدرب دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد أن نادي الاتحاد قدم مباراة جميلة أمامنا وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد المباراة لديهم كرة جميلة فهم يستحوذون على اللعب ويمتلكون لاعبين ذوي سرعات عالية في خط المقدمة.. وأضاف، الحضور كان كبيرا واستمتع بمباراة كبيرة مليئة بالأهداف.. ومن الأرقام القياسية أن نفدت تذاكر المباراة خلال ثماني ساعات فقط.

إدارة الاتحاد تغزل بكعب حمار:

كما يقول المثل القديم استطاعت إدارة الاتحاد من لا شيء أن تصنع شيئا.. وأن ترتقي فوق كل الآلام وكل المعوقات وأن تحقق لا أقول معجزة وإنما حققت نصرا أدهش الناس وأدهش الخصوم والأصدقاء.. ففي وسط التراكمات التي صنعها الأقدمون عنوة أو عن غير قصد وأورثوها لأحمد مسعود (يرحمه الله)، وكان داهية الاتحاد وتحمل المسؤولية ورفع على أكتافه هذا الحمل الثقيل حتى ناء به كما يقال (كلكله) وفاضت روحه الطيبة إلى بارئها (يرحمه الله) وتسلم الدفة من بعده تلميذه وابنه والذي تشرب سياسته حاتم باعشن الرئيس الحالي وواصل بتوليد الطاقة في الاتحاد وأفراده ومن واقع النية الطيبة والقلب المخلص كان أن تجاوبت معه الجماهير تقديرا وتثمينا وكذلك تجاوب نجوم الاتحاد الذين وجدوا فيه ضالتهم من الصدق والإخلاص واحترام الكلمة فكان أن أعطوه نجاحات وفوزا تلو الفوز.. حتى أشرفوا على نهاية كأس ولي العهد وأخيرا وليس آخرا كانت المفاجأة الكبرى احتفالية الـ90 عاما والتي لعب فيها الاتحاد بندية واستطاع أن يسبق خصمه في تسجيل الأهداف مما أدهش فريق أتليتكو مدريد وجماهيره والإعلام الأوروبي.

الاتحاد يطفو على السطح في نجومية عالمية عرفت الكرة السعودية لنجوم الكرة والمهتمين بها وعشاقها.

الكرة السعودية وميزة الاحتكاك الدولي:

استطاع النادي الأهلي مع جاره ونده نادي الاتحاد أن يكسرا الطوق وينافسا الأندية الكبيرة في العالم وهذه واجهة إعلامية مشرفة.. ومكاسب لنجوم الكرة السعودية من خلال ما يحققه الاحتكاك بالفرق المتقدمة.. تحية للاتحاد وجمهوره وإدارته وللمسؤولين عن الكرة السعودية.

مشعل بن ماجد أمير جدة وعرابها:

أضفى حضور الأمير مشعل أمير جدة وعرابها جوا من الألفة والبشاشة وأشعل وهجا وحبا غطى المكان والزمان.. وكان إلى عهد قريب قد أشعل التوهج والإشراق في سماء جدة وعلى محياها من خلال معرض الكتاب.. ثم كان عريس ليلة السبت الماضي وبرهن على حبه المطلق لهذه المدينة ولكل أهلها.. وكان إسهامه وتشجيعه له دور بارز في دعم جدة ونجوم التفوق حتى يعلو اسم جدة ويتردد أصداؤه في الفضاء العالمي.. وحسبي الله ونعم الوكيل.