د. عبدالله الربيعة متحدثا للزميلة مريم الصغير.
د. عبدالله الربيعة متحدثا للزميلة مريم الصغير.
-A +A
حوار: مريم الصغير (الرياض)
بدأ المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان الإغاثي الدكتور عبدالله الربيعة حديثه إلى «عكاظ» باقتباس من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عند افتتاحه -يحفظه الله - للمركز «نريد أن يكون هذا المركز رائدا دوليا للعمل الإنساني بعيدا عن أي دوافع»، إذ تحدث عن إنجازات المركز منذ إنشائه قبل عام ونصف، وخططه المستقبلية ومنها إطلاق برامج بالشراكة مع الجامعات السعودية للتطوع في العمل الإغاثي، لافتا إلى أن المركز بصدد إنشاء مركز بحثي بالشراكة مع الجامعات السعودية للعمل على بحوث إغاثية بالإضافة إلى برامج للمتبرع والحصول من خلالها على التغذية الراجعة وعودة المعلومة الدقيقة للمتبرع.وكشف الربيعة أن الدول التي تتلقى الإغاثة من مركز الملك سلمان بلغت 33 دولة من بينها سورية والعراق واليمن ودول أفريقية، مبينا أن المركز كما يعلم الجميع بدأ قبل أكثر من سنة ونصف في اليمن ببرامج كانت تشمل الغذاء والصحة والمأوى.

• بدأ المركز نشاطه بإغاثة الشعب اليمني.. ما هي أبرز البرامج في هذا الخصوص؟


•• المركز نسق مع وزارة الصحة اليمنية وقدم برامج صحية للإخوة في اليمن بأدوية وأجهزة للمستشفيات ودعم مراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث بلغ عدد المنشآت التي تم دعمها من قبل المركز أكثر من ١٠٠ منشأة صحية، فضلا عن الكثير من المستشفيات. وقدم المركز لليمن إلى هذا اليوم أكثر من ١٢٥ برنامجا إغاثيا بمبالغ تزيد على ٥٦٠ مليون دولار أمريكي وشملت هذه البرامج برامج غذائية وهي الأكبر ثم تلاها البرامج الصحية والإيواء واستفاد من برامج الغذاء أكثر من ١٨ مليون مستفيد وبالنسبة للصحة أكثر من ١٧ مليون مستفيد وبالنسبة للبرامج الإنسانية أكثر من ٥ ملايين مستفيد، وقال إن هذه البرامج ركزت على كل المحافظات اليمنية بلا استثناء.

كما أن المركز لم ينس أيضا اللاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال وقام بإنشاء مأوى ومراكز صحية لهم ودعمهم أيضا بالغذاء وكذلك نسق المركز مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتقديم برامج إيوائية للعديد من المحافظات اليمنية.

الإغاثة بالإسقاط الجوي

• ما هي الصعوبات التي واجهتكم في إغاثة الشعب اليمني؟

•• أحد البرامج الإبداعية للمركز في اليمن، يتمثل في كسر حصار تعز حيث يعتبر المركز الوحيد الذي فعل ذلك عندما كان الحصار كاملا وذلك بالتعاون مع وزارة الدفاع السعودية والتحالف العربي بالإسقاط الجوي، إذ تم استخدام طائرات التحالف لإسقاط الغذاء والدواء للإخوة والأخوات في تعز، بعد أن كانت المستشفيات على وشك الإقفال وكان هناك مرضى في العناية المركزة بحاجة للأكسجين والأدوية وتم إسقاطها من الجو، وواجهتنا صعوبات في إيصال الأكسجين، إذ إنه من الصعوبة إسقاطه من الجو فاستخدم المركز طريقة بدائية وهي الدواب لنقل أسطوانات الأكسجين لهذه المستشفيات وعادت للعمل بفضل الله وهذا باختصار عملنا في اليمن والذي مازال مستمرا بحمد الله.

عمل المركز في العراق وسورية

• ماذا عن عمل المركز وبرامجه في العراق وسورية؟

•• المركز عمل في العراق وتم إيصال المساعدات عبر الطائرات التي نقلت الغذاء والخيام وحاجات المأوى إلى مطار بغداد ونسق مع المجتمعات المدنية العراقية بإيصال هذه المساعدات إلى محتاجيها ومازلنا ندرس وننسق وضع اللاجئين العراقيين في الموصل لأن هذا المركز وجد لدعم ومساعدة المحتاجين في دول العالم.

كما أن المركز قدم أيضا العديد من البرامج كان آخرها توقيع اتفاقية مباركة لإيصال الغذاء في الداخل السوري مع مؤسسة الإحسان التركية وهي مؤسسة مجتمعية حيث سيتم إيصال الغذاء لأكثر من ٥٤٠ ألف مستفيد في داخل سورية في مدن بحاجة شديدة مثل حلب وحمص ودرعة وريف دمشق وقبل ذلك قدم المركز أكثر من خمسة برامج في الداخل السوري لمساعدة الشعب السوري، كما أطلق خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، حملة كبيرة جدا لمساندة الشعب السوري في الداخل وهذا هو ديدن خادم الحرمين الشريفين وأنا أسميه رجل الإغاثة الأول ورجل الإنسانية الأول.

33 دولة

• كم عدد الدول التي تتلقى مساعدات المركز؟

•• المركز وصل إلى أكثر من ٣٣ دولة في العالم؛ منها دول إفريقيا التي كما نعلم تعاني من الجفاف حيث بادر المركز بتقديم المياه والإصلاح البيئي والغذاء ودعم الزراعة في دول أفريقيا التي شهدت هذا الجفاف الكبير كجيبوتي والصومال وإثيوبيا وزامبيا وبروكينا فاسو وغيرها من الدول التي يوجد المركز فيها حاليا، ويقوم بتقديم المساعدات كافة، وأيضا قام المركز بمساعدة دول آسيا الوسطى مثل كازاخستان وطاجكستان وقرقستان وغيرها ممن عانى سواء من هزات أرضية أو فيضانات، فالمركز كان من المبادرين الأوائل الذين ساندوا هذه الدول، إذ قدم ١٧٠ مشروعا في العالم ولنا ولله الحمد ٩٧ شريكا من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والمركز نفذ برامج بأكثر من ٦٨٠ مليون دولار في أكثر من ٣٣ دولة والمركز الآن في إطار شراكة مع مؤسسة بيل اند ميلاندا جيتس وهي مؤسسة خيرية مشهورة في العالم وأيضا شراكة مع البنك الإسلامي وهذه الشراكة هدفها الوصول إلى أكثر من ٣٠ دولة وهي الأكثر تضررا وفقرا في العالم ومساعدة الأسر المحتاجة وتطوير مهاراتها للتخلص من ظروفها الصعبة.

خطط مستقبلية

• ما هي مشاريعكم المستقبلية في المركز؟

•• المركز وضع خطة استجابة إنسانية للوصول إلى مزيد من الدول عبر العالم واستطاع أن يضع مؤشرات للحاجة الإنسانية في العالم وهذه المؤشرات بنيت على مؤشرات تصدر من الأمم المتحدة ومؤشرات من دراسات المركز أيضا ونأمل من خلال هذه الخطة أن ينتشر المركز في ما يزيد على ٤٥ دولة حول العالم لنقل الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية ومبادراتها الإنسانية والمركز أيضا في نطاق تطوير الشراكة مع الأمم المتحدة وأن يكون المركز فاعلا دوليا في العمل الإنساني ومؤثرا في شراكاته مع المؤسسات الأممية وغير الأممية والمركز أصبح الآن يسهم في وضع الإستراتيجيات العالمية الإنسانية ونحن أيضا نحاول أن نعمل كل ما في وسعنا لتسهيل وصول المتبرعين إلى المركز وأيضا وصول جميع مساعداتنا إلى مستحقيها.

برامج شراكة مع الجامعات

• هل لدى المركز خطة إستراتيجية تواكب برامج التحول الوطني في المملكة؟

•• بلا شك أن المركز يشيد بالخطة الوطنية للتحول ورؤية ٢٠٣٠ والمركز معني بجزء مهم منها وهو العمل الخيري والإنساني والتطوع ولعلي أذكر أن من خلال الخطط القريبة سيتم إطلاق برامج بالشراكة مع الجامعات السعودية في برامج ممنهجة لتدريب أبناء وبنات هذا الوطن الغالي للتطوع في العمل الإغاثي والإنساني وتم التباحث مع بعض الجامعات السعودية وخطونا خطوات متقدمة نأمل من خلالها إن شاء الله أن نرى شباب وبنات هذا الوطن يتم تدريبهم على مهارات العمل الإغاثي والإنساني بطريقة علمية ومهنية ويشاركون المركز مهامه الإنسانية.

والمركز بصدد إنشاء مركز بحثي بالشراكة مع الجامعات السعودية للعمل على بحوث إغاثية إنسانية فالعمل الإنساني يجب أن لا يتوقف على إيصال الغذاء والدواء، والباحثون السعوديون والسعوديات لديهم القدرة أن يطوروا العمل الإنساني والإغاثي بطرق علمية ومهنية أكثر تأثيرا على المستفيدين وتضمن الديمومة فالمركز بصدد إطلاق بحوث لتطوير العمل الإغاثي ولن نستطيع القيام بذلك دون مساعدة الجامعات المحلية والدولية.

• ماذا عن التبرعات العينية الثمينة وكيف يتم التعامل معها؟

•• المركز يحاول البعد عن التبرعات العينية لان فيها مخاطرة أو مجازفة في الأسعار والمركز يعمل بشفافية واضحة مع المواطنين والرأي العام، فنحن حريصون على أن تكون التبرعات مالية وعن طريق أجهزة رقمية حتى نضمن الشفافية مع المواطن، ونحن دائما نحث من أراد التبرع بشيء عيني ثمين أن يبيعه ويودع المبلغ في حسابه وتحويله لحساب المركز لأن المركز يريد أن تكون كل التعاملات المالية شفافة تماشيا مع المعايير الأممية وكذلك المنظمات الدولية، فمعظم المنظمات الدولية لا تقبل تبرعات عينية خوفا من بخس أسعارها عند البيع فأرقام حسابات المركز معروفة وبإمكان الجميع التبرع بالتحويل إليها.

التبرعات المجهولة

• هل تقبل المنظمات الدولية التبرعات العينية مجهولة المنشأ؟

•• المنظمات الدولية لا تقبل التبرعات العينية إلا إذا كان منشؤها ومصدرها معروفا، والمركز يريد أن يعمل من حيث انتهى الآخرون، ومعظم المنظمات كما ذكرنا لا تقبل هذه التبرعات العينية وحاولنا سابقا أن نرسل تبرعات عينية من المركز قمنا بشرائها وواجهنا صعوبات كبيرة جدا فوجدنا الأسهل والأقرب للشفافية هو التبرع المالي.

كما أن المركز يعمل على برامج يسعى من خلالها للوصول إلى المتبرع والحصول من خلالها أيضا على التغذية الراجعة سواء من الجوال أو الحاسوب وغيرها من الوسائل الرقمية إذ تصل للمركز بسهولة وتتم مراقبتها وتنفيذها وتعود أيضا من خلالها المعلومة الدقيقة للمتبرع ونأمل النجاح في تنفيذها.

• هل من كلمة أخيرة؟

•• أرجو أن يحقق هذا المركز طموحات خادم الحرمين الشريفين، وأنا ممتن للثقة الملكية إذ تولى المركز حملة التبرعات التي أمر بها الملك سلمان أخيرا واستقبل التبرعات من جميع مناطق المملكة وهذا شرف كبير للمركز وثقة غالية لنا ونسأل المولى أن يوفقنا لها.