الأهالي يغلقون الآبار المكشوفة بطرق بدائية وغير آمنة. (عكاظ)
الأهالي يغلقون الآبار المكشوفة بطرق بدائية وغير آمنة. (عكاظ)
المواقع الأثرية تحولت إلى مردم للنفايات في لينة. (عكاظ)
المواقع الأثرية تحولت إلى مردم للنفايات في لينة. (عكاظ)
-A +A
فليح ملاك (رفحاء)
فقد المرضى في هجرة لينة (105 كيلومترات جنوب رفحاء)، الثقة في مركز الرعاية الصحية الأولية، في بلدتهم، وباتوا يترددون كثيرا قبل زيارته، لاعتقادهم بأنهم سيعودون منه كما ذهبوا إليه، وربما أسوأ، لافتقاده كثيرا من الأجهزة والكوادر الصحية المؤهلة، فضلا عن خلوه من غرف للتمريض أو تلك المخصصة لاستقبال الحالات الطارئة كمصابي الحوادث المرورية وحالات الولادة.

ويضطر المرضى في «لينة» إلى التوجه لمستشفى رفحاء العام، رغم المشقة التي يجدونها، بقطعهم مسافة 210 كيلومترات ذهابا وإيابا، متمنين إنهاء معاناتهم بتطوير المركز الصحي في هجرتهم، وتزويده بالكوادر والأجهزة المتطورة، ومزيد من الأقسام الحيوية فيه.


ولم تقتصر معاناة أهالي لينة على تدني مستوى الخدمات الصحية، فهم يشكون من انتشار المواقع الأثرية المهملة التي أصبحت أوكارا لضعاف النفوس ومرادم للنفايات ومرتعا للحيوانات الضالة، مشيرين إلى أن تقاذف بلدية لينة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، المسؤولية، فاقم المشكلة، محذرين من انتشار الآبار المكشوفة في المركز وتحولها إلى أفخاخ تتربص بالعابرين.

وشكا محمد الحميدي من الضغط الذي يواجهه المركز الصحي في لينة، من هجر أعيوج ورغوة والحدقة وقليب غنيم ومورد المعيزلة وسنار، إضافة إلى أنه يخدم نحو أربعة آلاف نسمة في لينة، ما يجعله عاجزا عن القدرة على استقبال المراجعين الذين يترددون بكثافة يوميا. وذكر أن مركز لينة يقع على مفترق الطريق الرابط بين مناطق الحدود الشمالية والرياض والقصيم وحائل، حيث يشهد حركة مرورية كثيفة تتطلب وجود مركز صحي مزود بالخدمات الكافية، لاستقبال الحالات الطارئة على مدار الساعة، بدلا من المستوصف الذي يوصد أبوابه بانتهاء دوام الخميس. وأوضح الحميدي أن المرضى في لينة يتوجهون إلى مستشفى رفحاء المركزي للاستطباب، بعد أن فقدوا الأمل في مركزهم الصحي، ملمحا إلى أن قطعهم نحو 210 كيلومترات يضاعف معاناتهم، فضلا عن تعرضهم لحوادث الطرق، التي تنهي حياتهم قبل العثور على العلاج، بينما تداهم آلام المخاض الحوامل، وكثيرا ما يضعن حملهن وهن في الطريق إلى المستشفى.

وشدد على أهمية أن ينظر المسؤولون باهتمام إلى معاناة أهالي لينة من تدني مستوى الخدمات الصحية. وحذر محمد الشمري من انتشار المواقع الأثرية في مركز لينة وتحولها إلى ساحات للتجاوزات ومرادم للنفايات ومأوى للحيوانات الضالة، مشيرا إلى أن بلدية لينة تلقى بمسؤوليتها على الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني، في حين تتنصل الأخيرة، وتنحي اللائمة على البلدية. وأفاد الشمري أن الأهالي يعيشون في حيرة حول المسؤول عن البيوت الطينية القديمة في لينة، متمنين وضع حد لخطرها الذي يتفاقم يوما بعد آخر.

وأبدى سعيد الشمري مخاوفه من انتشار الآبار المكشوفة في شوارع لينة، وتحولها إلى أفخاخ تتربص بالعابرين، مشيرا إلى أنها لا تغطى بطريقة آمنة، ما يزيد من خطرها.

وقال: «يبدو أن الجهات المختصة وفي مقدمتها البلدية والدفاع المدني لن تتحرك لاتخاذ التدابير الوقائية من أخطار الآبار المكشوفة، إلا بعد وقوع كارثة». ورأى خالد بن سعيد أن مركز لينة بحاجة ماسة لافتتاح قسم لمرور يباشر الحوادث ويمنح أوراق الإصلاح ويجدد الأوراق المطلوبة للمركبات، لافتا إلى أنه في حال وقوع حادث داخل البلدة ينتظرون وصول رجال المرور قادمين من رفحاء قاطعين 105 كيلومترات.

«المالية» تدرس إنشاء مستشفى سعة 100سرير

أكد مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية عبدالله ولمان العازمي أن مركز صحي لينة يقدم خدماته لـ2500 من السكان في لينة والقرى المجاورة، مشيرا إلى أنه يستقبل شهريا ما يزيد على 2700 مراجع، ونحو 10 حالات إسعافية حسب إحصاءات المركز.

وذكر العازمي أن المركز يقدم خدمات التحصين، والأمومة والطفولة، والأمراض المزمنة، وخدمات رعاية المسنين، وعلاج الحالات الشائعة، والحالات الإسعافية والطارئة، وإحالتها لطبيب مناوب خارج وقت الدوام الرسمي. وأفاد أن المستوصف في مبنى حكومي يحتوي على مختبر، لافتا إلى أنه جرى إدراج مشروع إنشاء مستشفى لينة بسعة 100 سرير ضمن المشاريع الجديدة لعام 1437/‏1438هـ.

وأوضح أنه سبق إدراج المشروع ضمن المشاريع الجديدة في ميزانيات المنطقة للأعوام السابقة، ولا تزال وزارة المالية تدرسها حتى تاريخه.