-A +A
عبدالله بن محمد آل الشيخ
مسيرة مجلس التعاون الخليجي.. منذ انطلاقته المبارك.. بقادته وشعوبه.. وصلابة أرضه.. تدعونا جميعا أفراداً وجماعات.. وخاصة في هذه الظروف الصّعبة.. من شظايا الحروب.. والتقاتل والقتل بين أبناء الوطن الواحد.. إلى التأمّل بتفكير مركّز.. وعقلانية بعيداً عن العاطفة

.. وردّات الفعل اللّحظية.. التي أفْقدتنا الكثير من التوازن مما أتاح لضعاف النّفوس من محاولاته المستمرّة.. للتّغلغل في إرادتنا.. وخرْق وتفكيك صفوفنا.. وتفْريق شمْلنا.. ممّا جعل أعداء الأمّة.. وعصابات سرْق فرحة الأوطان.. يسرحون ويمرحون.. بكلّ حرّية وصفاقة لنشر معتقداتهم.. وزرْع التّطرف والغلو والتّشدد في شبابنا.. وأن يكونوا حطباً لنيران حصادها إلا أن «الفتنة أشدّ من القتل».


.. كم نحن ومع اجتماع قادة مجلس التعاون على أرض مملكة البحرين الشقيقة بأمسّ الحاجة للخروج من نفق التعاون والذي بحمد الله تأصّلت به روح الأخوّة والتّآخي بين القادة.. من جهة ومن جهة أخرى بين شعوبها.. ليتمّ الإعلان وبدون تأخير عن «الاتحاد» الذي طال انتظاره والذي انطلقت الدعوة له من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وغفر لنا وله.

كانت دعوة صادقة مخلصة لتخطّي حاجز التعاون لاتحاد صلب قوّي يقف في وجه كلّ من يخططّ ويتآمر على دولنا الآمنة المستقرّة.. والتي تجابه أهل الحقْد والضغينة والتطرّف ومثيري الفتن لتكون المجابهة بسلاح الإيمان بالله.. باتحاد خليجّي موحّد..بدول خليجيّة عربيّة تدعو للسلام.. والأمن والاستقرار.. دول تقف مع المستضعف من شعوب الأرض قاطبة.. ولا تفرّق بين الأديان

والأبيض والأسود.. والغنّي والفقير..

أملنا في الله كبير وكبير في جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيّده الله لدول مجلس التعاون واللقاء بقادتها وشعوبها.

وأملنا في الله كبير بأن قمّة البحرين بقادة أمّة وحكّام شعوب تنتظر منهم نتائج مصيرية ينظر لها العالم القوّي بعين الاهتمام وتقرير المصير.

وأن يكون بأذن الله محققّا لأمنيات وآمال شعوب دولنا وشعوبها.. يا رب.. يا رب

والله من وراء القصد.