-A +A
أنمار مطاوع
بعد ستة أيام من الآن، تحديدا يوم السبت القادم، يتسلم كاتب الكلمات الغنائية المطرب الأمريكي (بوب ديلان) جائزة (نوبل للآداب للعام 2016). وهي جائزة – رغم كثرة الجوائز والأوسمة والألقاب العالمية التي يتنافس عليها أدباء العالم - تظل حلما يداعب خيال كل أديب حول العالم نظرا لقيمتها ومنزلتها العالمية الرفيعة.

منذ أن بدأت الجائزة عام 1901؛ حيث مُنحت للأديب الفرنسي رينه سولي برودوم، وهي مخصصة للروائيين، والشعراء، والمسرحيين؛ مثل الكاتب المسرحي الإيطالي الممثل داريو فو.. إلا أنها أعطيت أيضا خلال مسيرتها - منذ ذلك التاريخ - إلى ثلاثة فلاسفة ومؤرخ واحد، إضافة إلى خطيب سياسي هو الرئيس (ونستون تشرشل) نظرا لقوة خطاباته السياسية التي كان يكتبها بنفسه بعناية بلاغية عالية المستوى تترك أثرا بالغا في أذهان المستمعين والقراء. لكن هذه هي المرة الأولى التي يفوز بها مغن من فئة موسيقى الروك الفولكلوري بهذا التكريم الأدبي الرفيع على مستوى العالم. وقد أشارت لجنة الجائزة - عندما تم إعلان فوز (بوب ديلان) بجائزة الأدب لعام 2016 في أكتوبر الماضي - إلى أنه استحقها (لابتكاره تعابير شعرية جديدة ضمن الأغنية الأمريكية التقليدية).


رغم أن (ديلان) يكتب الكلمات الشعبية ويلحنها على موسيقى شعبية، إلا أنه ارتقى بها إلى منزلة الأدب الرفيع، ولعل تصريح اللجنة: (ديلان شاعر عظيم إذا تحدثنا عن الشعر التقليدي الإنجليزي) دليل على أنه استطاع أن يصل إلى عظمة الشعر من خلال الكلمات الغنائية. كما يشير النقاد إلى أن (ديلان) هو: أحد المؤرخين الاجتماعيين غير الرسميين للولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية ستينات القرن الماضي عبر أغانيه الشعبية التي تسمعها جماهير غفيرة عبر العالم وتستمتع بها.

(ديلان) لا يختلف عن معظم المغنين في الغرب.. فهم يكتبون كلماتهم وأغانيهم بطابع التجربة والحكمة والفن الأدبي، هو ليس عملة نادرة فيما يقوم به، ولكنه الأجود.

فوز (بوب ديلان) بجائزة نوبل للآداب لهذا العام هو رد اعتبار لكل من يطالب كتاب الأغاني العرب بأن يرتقوا بكلماتهم، فليس صحيحا ما يردده أولئك الكتاب – عجزا عن كتابة كلمات جيدة - بأن الجو الثقافي العالمي العام يطلب المستوى الهابط من الكلمات.