-A +A
تركي الدخيل
غرّد الشاعر المبدع حيدر العبدالله بتويتر بإحصائيةٍ تتحدث عن رقم تداول كلمة «سكنانا»، التي بلغت 32 مليون مرة، كاتباً: «يا رزاق»، بالطبع قيل الكثير عن القصيدة من متخصصين، لا غبار على شاعريتها، ولا شك في الحس الوطني الذي كتبت به، وعلى حدّ تعبير الشاعر ناصر الفراعنة فإن القصيدة رائعة، والشاب أمامه المستقبل.

لا يزال حيدر يشقّ طريقه نحو الحلم الذي يريده، والتجارب تتراكم ويصقل بعضها بعضاً، ولو عدنا إلى تجارب الشعراء الكبار الأولى في قصائدهم أمام الملوك سنرى تعثر البدايات، والعبرة بالاكتمال اللاحق فالتجارب يصقل بعضها بعضاً، والأهم أن الشاعر لم يأبه لهذه الهجمة الشرسة وأخذها بروحٍ رياضية، وهكذا يجب أن يكون جلد الشاعر، والمبدع عموماً، سميكاً تتكسر عليه النصال كما في بيت أبي محسّد الشهير.


الملاحظة الأهم بالقصة، هذه الوحشية في استخدام التقنية، أو الإمبريالية السوشلية، والتنمّر التقني، ما حدث مع القصيدة يمكن أن يكون بين خيارين، تعجبني أو لا تعجبني، كما في المقولة الحكيمة الشهيرة: «ليس كوب الشاي المفضّل لدي»، ثم تمضي، لكن أن تحارب ليل نهار هذا المنتج فقط لأن به ثغرة معينة، يمكن إصلاحها لاحقاً، فإنها الوحشية التقنية التي تبين عقلية التخاصم، وروح الكراهية، والرغبة في النهش من الآخر، والتلذذ بالانتقاص منه والتقليل من شأنه.

لنتأمل كثيراً قبل أن نتحدث، فقد نكون مارسنا وحشية الطغاة والسفاحين.